12 سبتمبر 2025

تسجيل

التاريخ لن يرحم الخونة

16 أغسطس 2020

نعم عقدنا اتفاقية ناقصة البنود مع إسرائيل في عام 1996 على إثر مؤتمر مدريد للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الذي عقد عام 1991 ومن عليه أن ينكر!. ونعم أتممنا اتفاقاً غير مكتمل الأركان، ويمكن وصفه بتبادل مصالح تجارية مع إسرائيل والتاريخ لا يمحو الحقيقة!. ولكن - ويعلم قرائي الكرام كم يستوقفني حرف الاستدراك هذا في ذكر المشهد كاملاً – حين انهارت تلك المحادثات وتعالت إسرائيل على مفهوم إقامة الدولتين وأرادت إجهاض حق الفلسطينيين وضم أراض وإقامة مستوطنات للاحتلال ولم تفِ بالتزاماتها، كان لنا أن نختار الوقوف بصف من ونصرة أي طرف ولذا لم نمهل أنفسنا كثيراً في اختيار الجانب الفلسطيني المظلوم جملة وتفصيلاً في هذه المباحثات التي توقفت منذ ذلك الحين وسط تعنت إسرائيلي ودعم أمريكي واضح. ووقفنا إلى جانب إخوتنا في فلسطين لإيماننا بأنهم المعتدى عليهم وأن اتفاقنا الذي لم تتعد صورته اتفاقاً تجارياً مع الجانب الإسرائيلي كان سيسهم نوعاً ما في ردم الهوة التي بين العرب وإسرائيل ولذا كان اختيار أشقائنا الفلسطينيين نهاية هذا الاتفاق الهش الذي كانت بداياته تنمو بضعف مع إسرائيل وهو الاتفاق الذي لا يزال يعيرنا به الذباب السعودي والإماراتي الجاهل حتى لحظة التطبيع الرسمي الإماراتي الإسرائيلي والذي أُعلن عنه منذ أيام قليلة وسط تفاخر عجيب غريب من الإمارات التي حاولت أن تسوغ له أسباباً أقل ما يقال عنها إنها كاذبة حينما بررت تطبيعها مع العدو الإسرائيلي على أنه خطوة أسهمت في وقف قرار الحكومة الإسرائيلية في ضم أراض جديدة من الضفة لإسرائيل وليخرج بعدها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بنفسه ليسخر من هذه المسوغات الإماراتية ويقول: أنا لم أصرح بهذا بل ومن المستحيل أن أتوقف عن هذا المشروع وسأضم أراضي الضفة لدولتنا ولا دخل بالتطبيع الإماراتي الكامل معنا بهذا الجانب فما هي أسباب أبوظبي اليوم لتظهر علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي من حالة الزواج العرفي إلى الإشهار وتحويله إلى قران رسمي ؟! ولم اختارت هذه اللحظة التي يستعد فيها الرئيس ترامب لخوض انتخابات مصيرية له بينما يواجه نتنياهو تهماً لا تعد من قضايا الفساد والرشاوى لإعلان هذه العلاقات التي بلا شك يعدها ترامب انتصاراً لسياسته بينما يراها الفلسطينيون انتكاسة لحقوقهم الضائعة في الذمة الإسرائيلية؟!. ولا يجب أبداً أن يستمر الذباب السعودي أو حتى الإماراتي في معايرة قطر بما كان لها من اتفاق سابق وفاشل مع إسرائيل، لأن الدوحة إنما اختارت اتفاقا يخدم الفلسطينيين وليس كما تسعى له أبوظبي اليوم، كما أن أي اتفاق اليوم عربي مع هذا الكيان المحتل إنما يخدم جانباً واحداً فقط وهو صفقة القرن التي تحاول أبوظبي والمنامة والقاهرة والرياض التملص من دعمها، بينما في الواقع فإن الجميع منهم إنما هو خادم مطيع لإتمام هذه الصفقة التي أتمت خيوطها بين البيت الأبيض واللوبي الصهيوني وتركت مهمة تنفيذها لخونة العرب والخليج الذين تقودهم الإمارات مثل القطيع الأعمى للأسف!. ومن التوابع التي بدأت تتكشف بعد إعلان التطبيع الإماراتي الإسرائيلي أن البحرين والسعودية يمكن أن تكونا المحطتين القادمتين للتطبيع مع إسرائيل وهو أمر حتمي فعلاً كما وصفه ساسة إسرائيليون، بالإضافة إلى جاريد كوشنر صهر ترامب ومستشاره، وبهذا يمكن أن تكتمل الدائرة تماماً في تطبيع إماراتي سعودي بحريني مصري إسرائيلي مشترك وكل هذه الأطراف إنما ستخدم ما يسعى له ترامب في خدمة إسرائيل فقط والدفع بصفقة القرن قدما خصوصاً وأن لنا مجلس تعاون خليجياً لا يفيق من سباته إلى لانتقاد الإعلام القطري حين يدافع عن بلاده وجامعة عربية لا يستيقظ أمينها العام إلا لانتقاد تركيا المسلمة التي تنجد العرب من خذلان العروبة والدين فيهم فهل رأيتم أمناء غير أمناء كما نحظى عربيا؟!. @[email protected] @ebtesam777