27 أكتوبر 2025
تسجيل"اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم" هذا قول رسولنا الكريم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، مطلوب تربية ابنائنا على الخشونة في عصر مثل هذا الذي نعيشه وكثرت المغريات التي تؤدي الى الخمول والكسل وتوفر كل الماديات حوله والتي تحيلة الى كتلة من المشاعر المتبلدة، ماذا جنى أولادنا وبناتنا من هذا الكسل؟ لا شيء سوى الزهق والتذمر حيث باتت حياة صغارنا وكبارنا ونسائنا دائما يعلوها "الطفش".. بسبب "الربادة" والاتكالية وعدم وجود ما يشغلهم فهم لا يعملون شيئاً ينفع. عرف اباؤنا الحركة الدؤوبة في جلب الرزق وكانوا يعودون ابناءهم العمل، يعلمونهم من لا يتعب لا يحس بطعم الراحة، ومن لا يجوع لا يحس بطعم الأكل، هي علوم لا تتم الا بالتطبيق العملي ومبادئ لا تسقى الا بماء المكرمات حيث ان العمل عبادة وان يدا لا تعمل لا يبارك الله في رزقها، جيل الآباء في بلادنا الخليجية لم يشبوا على الكسل بل عانوا من شظف العيش وقسوة التربية، فكيف سمحنا لجيلنا الحالي ان ينغمس في كماليات الحياة من مطعم ومشرب، لما فتحنا الصرف على مصراعيه واغدقنا المال والدلال على هذا الجيل بلا حدود، هل هو تعويض عن حرمان سابق، لسنا وحدنا الذين اطعمنا ابناءنا شراب الرفاه، بل ايضا أثرياء عرب اخرون مروا بهذه المرحلة وانتبهوا مؤخرا واصبحوا أكثر حذراً في مسألة الصرف على أولادهم. ظهرت بوادر هذه النعمة عندما حذرنا كثيرا من السمنة الزائدة التي ابتلي بها جيل الابناء العصريين فظهرت على ابنائنا الشحوم المكدسة وهم في مقتبل العمر، ونبهنا الى الحد من مشاوير بيتزاهت وماكدونالدز التي اثبتت مضارها على صغارنا. هذا السيناريو هو السائد في معظم منازل اهل الخليج، تربية لا ترقى للمسئولية تتخللها عادات دخيلة كالنوم خارج بيوتهم برضا الوالدين عند بعض اقاربهم وهي عادة مرفوضة لا تتوافق مع اخلاقنا وبالطبع لها اثارها السلبية ولا تظهر الا بعد سنوات متقادمة، تكون نتيجتها: بنت غير صالحة للزواج وولد غير صالح لتحمل أعباء الزواج هو الآخر، لأن هذه خصال وقدرات إذا لم تصقل وتزرع بين الاجيال فإنه من الصعوبة بمكان استعادتها. الانضباط ممارسة يومية وبلا انضباط لا يمكن أن تستقيم الحياة، لقد اعتاد ابناؤنا الصرف دون هوادة على مستلزماتهم العصرية دون انضباط، والوالدان لهما دور رئيسي في هذا الاندفاع نحو التبذير، تعود اهالي الخليج الصرف على أولادهم في وقتنا الحالي، لاننا في الخليج نعيش الحياة على التبذير، في المجتمع المدني يجب أن تدبر أمورك مبكراً، وفي أمور الحياة يجب أن تبذل عمرك كله.. الطفل الذي يرمي حقيبته بجانب أقرب جدار في المنزل سيدفع ثمن هذه اللامبالاة حينما يكبر ومن أصعب الأشياء تغيير الطبائع والسلوك بعد فوات الاوان. اباؤنا سواء في حياة البحر او البادية كان لديهم قانون في الحياة هو الانضباط، والتبذير كان غير موجود في قاموس حياتهم اليومية، كانت اهزوجة حفظناها من افراح الزواج في الماضي ونطرب لها مع ايقاعات الطبل تقول "من مكدت يمينه عرس المعرس" نعم من مكدته وتعبه استطاع هذا المعرس ان يصرف على شريكة حياته، التي تعرف قيمة مهرها من عرق زوجها، وليس من اموال والده، الممارسات التي ظهرت علينا في الحياة المدنية لا تصلح لتحمل المسئولية، فالحياة المستقيمة تحتاج إلى انضباط ومنهج، وتحتاج منا الى وعي في كل شئون حياتنا منذ الدقيقة الأولى. السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل سنسعى للتغيير من أنفسنا ومن أسلوب تربيتنا ﻷولادنا أم سنتركها لتدبير الوضع القائم دون محاولة للتصحيح؟! نصيحتنا لكم: لا تسرفوا فى تلبية مطالب الرفاهية للأبناء فيملوا ويسأموا، فإذا سئموا ساء خلقهم وارتفع صوتهم.. وسلامتكم.