13 سبتمبر 2025

تسجيل

سيناريو الأفغان العرب في الخليج

16 أغسطس 2014

قبل أكثر من سنة مضت، حذر كاتب هذه السطور في تصريح صحافي، بصفته رئيس مجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر) من تكرار سيناريو صناعة الأفغان العرب في سوريا، وتوريط الخليجيين في ثورة سوريا و المستنقع الطائفي في العراق، ومن ثمة الانقلاب عليهم واتهامهم بالإرهاب، مؤكدا بأن الدعم السياسي الذي تقدمه دول الخليج والخيري الذي تقوم به الجمعيات الخيرية الخليجية للثورة السورية يعتبر كافيا، ويمثل قمة الدعم الشعبي والحكومي الخليجي لإخواننا في سوريا وجهادهم في تحرير أرضهم ومستقبلهم، لهذا فان علينا التأكيد والاستفادة من دروس الماضي حتى لا نقع بنفس الأخطاء، فالسياسة الأميركية والغربية إبان الحرب الباردة، استخدمت العرب والخليجيين في محاربة الاحتلال السوفييتي لأفغانستان تحت مسمى الجهاد الأفغاني، وبعد خروج السوفييت من كابول، انقلبت السياسة الأميركية والأوروبية على هؤلاء، وتم اتهامهم بالإرهاب وملاحقتهم عسكريا وأمنيا، وها هو التاريخ يعيد نفسه، واليوم نرى أن السيناريو الأفغاني يتكرر في سوريا والعراق، فقد تم غض الطرف عن الخليجيين والعرب الذين يحاربون إلى جانب صفوف الثوار السوريين، واليوم نجد هؤلاء الخليجيين في نظر السياسة الغربية إرهابيين تجب ملاحقتهم والقضاء عليهم، إن على دول الخليج والسلطات الأمنية الخليجية بالذات، العمل على منع مشاركة الشباب الخليجي في هذه المعارك، لقطع الطريق على أية مخططات مسبقة تهدف إلى توريطهم بهذه المعارك، ومن ثم ملاحقتهم واتهامهم بالإرهاب من قبل من كانوا يدعمونهم، إن ما تقدمه دول الخليج من دعم سياسي ومالي للثورة السورية هو كاف، وهو بمثابة فرض كفاية بالنسبة للمجتمع الخليجي. ويمكن بالطبع الاستمرار في تقديم المساعدات والمعونات بالتنسيق مع الجهات الخليجية المسؤولة، لضمان وصولها إلى المحتاجين من أبناء الشعب السوري، هذا بالإضافة إلى أن ما تحتاجه الثورة السورية ليس العتاد البشري فلديها من الثوار ما يكفي، ولكن يلزمها الدعم المالي والسياسي والعسكري، وهو دور الحكومات الخليجية.