15 سبتمبر 2025

تسجيل

لتصعدي يا بلادي عالياً!

16 يوليو 2020

لأننا على حق فنحن ننتصر ! لأننا الأقوى لذا نحن ننتصر ! لأننا الأكثر ثباتا فنحن المنتصرون ! لأننا الطرف المعتدى عليه فنحن الذين ننتصر ! هي صفعة وهو الوصف الأكثر دقة وتحديدا في الانتصار الأخير الذي حققته قطر مؤخرا في باحة محكمة لاهاي الدولية والتي أفضت إلى قبول دعوى قطر في شكواها المقدمة ضد دول الحصار إلى منظمة الطيران المدني العالمية (الإيكاو) التي ادعت دول الحصار بعدم اختصاصها في مناقشة والحكم على الحظر الجوي الذي فرضته هذه الدول على دولة قطر لتقدم بعدها شكواها إلى العدل الدولية لتأكيد عدم اختصاص الطيران المدني بقبول شكوى الدوحة بحقها لتحكم العدل الدولية بإجماع 15 صوتا أن الإيكاو هي الجهة المناسبة والمختصة بحل النزاعات بشأن قضايا الطيران المدني في الوقت الذي رفضت فيه طعون هذه الدول التي حظيت بصوت واحد فقط. ولينقلب سحرهم على أنفسهم وعوضا على إثبات حقها فيما ادعت فيه تأتي لاهاي لتنتزع حقا باطلا لهم وتعيد الحق لأصحابه في تأكيد أن إيكاو هي بالفعل الجهة العالمية المختصة بمثل هذه النزاعات والتي سبق وأن حكمت بتاريخ 29 يونيو 2018 ببطلان سياسات دول الحصار في فرض حظر جوي على عبور الطائرات المدنية القادمة من وإلى الدوحة. ولذا عمدت هذه الحكومات المنهزمة إلى اللجوء إلى العدل الدولية لبطلان هذا الحكم بإبطال اختصاص إيكاو بإصداره لكن وكعادة هذه الدول الكرتونية التي يبدو أنها اعتادت على الصفعات القطرية لكنها أيضا لم تعتد على آلامها، عادت بخفي حنين وباتت مجبرة على الانصياع لحكم منظمة الطيران المدني التي ستقوم قطر بتصعيد شكواها فيها بأن دول الحصار الأربع ( السعودية والإمارات والبحرين ومصر ) قد قامت بنقض اتفاقيتي شيكاغو والعبور الجوية اللتين تلزمان جميع الدول على السماح بعبور الطائرات المدنية بكل أريحية وحرية، وسينتقل الحكم من خانة الصدور والإعلان إلى حيز التنفيذ والتطبيق بإذن الله قريبا. نعم فبالأمس كان نصرا قطريا جديدا في وقت كانت تظن هذه الدول الهشة بأننا سنخضع ونخنع ونركع كما تفعل مع بعضها البعض وكما أحالت سمعتها الدولية إلى مجرد دول ترى مصلحتها في هذه السياسة الرخيصة فإن قطر ومنذ الدقائق الأولى لهذا الحصار الجائر عليها من منتصف عام 2017 فإنها أبت إلا أن تؤكد أحقيتها برفع الظلم عنها بالطرق السلمية السياسية واللجوء إلى ساحات القضاء الدولي والمنظمات العالمية الإنسانية والمجتمعية. فلم تقوض أمن أي من هذه الدول كما تفعل هي مع قطر ولم تحرض على إثارة القبلية والطائفية كما حاولت هذه الحكومات مع قطر ولم تهدد أمن وحدود هذه الدول بجيشها كما فعلت هذه الدول بكل حقارة لا يمكن أن تشفع لها أواصر الجيرة والدم والنسب والتاريخ والأرض التي تجمعها مع قطر. ولم تسع لقلب نظام أي من كراسي الحكم في هذه البلدان التي تآمرت جميعها مجتمعة على قطر ولكننا كنا ولا زلنا أكثر نظافة في التعامل وفي السياسة وفي خبايا النفوس التي تشع خبثا في قلوبهم المريضة. ولذا نحن ننتصر بحمد الله لأننا لا نعرف طرقا ملتوية كما يعرفون وننجح حين يفشلون ونضحك حينما يبكون وننتصر حين ينهزمون ونرتاح في الوقت الذي فيه يتألمون ونصعد وهم يهوون ونرتقي سلم المجد وهم يسقطون وهذا هو المشهد اليوم الذي لم نضع له سيناريو مكتوبا لكننا كنا الكاتب فيه والمخرج وتركنا التمثيل لهم فهم يجيدونه أكثر منا ! ولتصعدي يا بلادي عاليا. [email protected] @ebtesam777