18 سبتمبر 2025

تسجيل

الماء الأسود

16 يوليو 2020

أحيانا يشعر الشخص بآلام جسدية لا مسبب عضوي لها، وعوضا” عن الكشف عن المسببات يلجأ إلى تسكين الألم الجسدي ولكن دون جدوى. سمعنا وقرأنا كثيرا عن التجارب النفسية ذات التأثير الجسدي على المريض، فحين يقوم الباحث بالتلاعب النفسي والعاطفي على المريض قد يشهد نتائج وتأثيرات عضوية مختلفة. فعلى سبيل المثال: أخبر شخص في كرسي الإعدام أنه سيموت نزفا، وبأنهم سيقطعون أوردته حتى يموت، وأنه علميا، قد يستغرق موته هكذا من الوقت.. ووضع الباحثون أنابيب دقيقة موصلة براحتيه وأخرجوا منها سائلا مماثلا لسمك وحرارة الدم.. ودون أن يقطعوا أوردته مات الشخص في الوقت المحدد له! وهناك أيضا تجارب أخرى لأشخاص مروا سلاما على تجارب حتفية، ولكن نجوا منها. فأيضا سمعنا كثيرا عن ناجين من أمراض خطرة لم ينجُ منها الكثير. وحين يسأل عن سبب نجاته يضيف إلى العلاج جانبا نفسيا كبيرا. فيؤكد أغلبهم أنه رفض أن يهزم لهذا المرض أو لم يرَ يومه قد حان وأنه قد اقتنع نفسيا بأنه سينجو بإذن الله لا محالة. وقفة تأمل: حين يتعرض الشخص لصدمة نفسية يمر أحيانا باضطرابات ما بعدها PTSD ونتائج هذه الاضطرابات تختلف من شخص إلى آخر، فأحيانا يشعر الشخص بآلام جسدية: كالصداع، الأرق، تخدير في أنحاء الجسد وغيرها. وأحيانا ينتج عنها اضطرابات عاطفية ونفسية منها: تذكر ما حدث في النهار والقلق المستمر والكوابيس بالليل، أو أخطرها برأيي إبدال ما حدث بقصص ذهنية أخرى تتبناها الذاكرة أو إلغاء ما حدث كله فيبقى الاضطراب ويحجب الحادث المسبب. هذه الاضطرابات تكون مفاجئة وغير متوقعة، مما يؤثر على شخصية المريض وتعامله مع الآخرين. "المريض الذكي خيرٌ من غيره" بمعنى إن كان صاحب المشكلة على دراية بما يحدث ويمر به فسيسهل عليه التحكم به وعلاجه (والعكس صحيح) فإن كنت جاهلا بما يحدث ستتخبط بالإجابات والحلول المطروحة. يطرح علم النفس العديد من الحلول لتخفيف الاضطربات وأحيانا حالها، ومنها البرمجة اللغوية العصبية NLP ومن الجميل في هذا العلم أنه لا يتطرق للمشكلة كمشكلة بذاتها ولكن كتجارب شخصية تقاس وتدرس ردود أفعال أصحابها معها. وحلوله عملية أكثر من كونها عاطفية (برأيي الشخصي)، فعلى سبيل المثال ليس عليك تخيل السعادة واستشعارها وتمنيها ولكن عليك تطبيقها وصنعها. ليس علينا إلا أن نبحث عن حل مناسب لكل مشكلة لا الهرب منها مهما كان قياسها فالمجتمع وآراء محيطنا بها، ففي هذا الكثير من التوكل (بمعناه الحقيقي) وإن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، والقوة هي التماسك أمام الأحداث ومواجهتها بعقلانية والعمل على حلها لا الهروب منها. أستودعكم: وحده الباحث عن الحل سيجده [email protected]