13 أكتوبر 2025

تسجيل

رياح الجزيرة وسفن البحرين

16 يوليو 2019

حين يلعب أحدهم على وتر (الطائفية والمذهب) فعليه أن يتأكد أن الاستقرار الذي يحلم به لن يتحقق أبداً، وحين يمد يده لشيطان الإرهاب ليحقق له ما يريد فهو بذلك يكون قد حكم على نفسه بالعيش تعيساً وإن كان ملكا. ببساطة هذا ملخص ما فعله نظام البحرين الحالي والذي كشفته حلقة (اللاعبون بالنار) في برنامج (ما خفي أعظم)، الذي بثته قناة الجزيرة في مساء يوم الأحد الماضي، وأزاحت اللثام عن حقيقة الخلاف بين حكومة البحرين والمعارضة والتواطؤ المعيب الذي قام به النظام البحريني مع (تنظيم القاعدة) لاستهداف رؤوس المعارضة داخل البحرين والعبث بعش الدبابير في العمق الإيراني بدعوى الحفاظ على الوجود السني في البلاد وعدم العبث بحقوقهم وأفضليتهم التي رأى النظام هناك أن زلزلة صفوف الشيعة من المعارضة وهم يمثلون الثقل الأكبر من المجتمع البحريني يمكن أن يحقق لنفسه الاستقرار الذي يود لا سيما وأن حكومة البحرين غذت عروق التفرقة الطائفية بين صفوف المواطنين على حساب المذهب ووجدت أن (العنصرية) في توزيع الحقوق والواجبات هي السبيل الأنجح لسياستها التي تتلوى منها منذ أكثر من عقد ونصف العقد تعاونت فيها مع (القاعدة) وتدعي محاربة (داعش) اليوم وحشرت أنفها الكبير في (إيران) وتشكو تدخل أيادي طهران في بلادها الآن بعد أن ألغت الدستور المعمول به وأعلنت (الملكية) التي مثلت ضربة للمعارضة آنذاك. وبطبيعة الحال فإن حلقة (اللاعبون بالنار) التي تمت إذاعتها واستبقتها الأبواق الإعلامية البحرينية الرسمية ومجلس النواب البحريني الحكومي بكثير من الهجوم حتى قبل بثها بأسابيع وتحديد موعد البث لم تكن كافية لسرد عيوب نظام البحرين الحالي في ستين دقيقة لم يستطع تامر المسحال أن يختتمها بصورة شافية وكافية وإن كان إغلاق وزير شؤون الإعلام البحريني علي محمد الرميحي الهاتف في وجهه فور معرفة هويته هو دليل دامغ على أن الحجة والرد مفقودان لدى هذه السلطة المتسلطة التي بعثرت بأوراق البحرين من خلال بعثرة الأوراق والاتفاق مع أعداء وطنها وأعداء المنطقة لتثبيت حكمها الذي ينطوي بسلاسة اليوم تحت جناح المملكة العربية السعودية التي لم تغب عن مشهد الخراب في البحرين فتم ذكر اسمها مراراً في الحلقة التي ترى المنامة اليوم أن كل ما ذُكر فيها هو من تخيل الجزيرة التي تؤرق الكراسي الحاكمة في السعودية والإمارات والبحرين ومصر وعليه كان المطلب الأول لمطالب دول الحصار لحل الأزمة المفتعلة ضد قطر هو إغلاق هذه القناة بكافة فئاتها ومكاتبها وفروعها وأعني فئاتها أن هذه الدول قد طالبت فعلا بإغلاق قناة (براعم) المخصصة للأطفال فكيف يمكن الوثوق بحكمة وجيرة وحنكة أربع دول منها دول كنا نعدها دولا كبرى تخاف من بث قناة للأطفال لمجرد أنها إحدى قنوات الجزيرة الأم ؟!. (اللاعبون بالنار) لم تكن حلقة تمس البحرين وحدها بل إن وبالها جاء على الخليج بأسره لأن ما اتفق معه نظام البحرين للقضاء على المعارضة لديه هو ما بات يُبتلى به معظم دول الخليج اليوم في اكتشاف خلايا إرهابية تعود إلى داعش وما أصبحت حكومة البحرين تعاني منه وتستنجد بحاميتها السعودية هو من الأساس من صنع يديها ناهيكم عن اعترافها بأن هناك أكثر من مائة مقاتل بحريني في صفوف مقاتلين خارجين في العراق وسوريا مثلها مثل السعودية وغيرها من الدول التي اتهمت قطر بالإرهاب وتمويله، تأتي الأيام لتكشف ارتباط كل هؤلاء به وربما كانوا من المؤسسين ولكنهم كالعادة ينكرون ما تأتي الجزيرة وتكشف عنه بالدليل والصورة والشهادة التي ودوا لو وصلوا لأصحابها ليكتموا صوت الحق فيهم ولكن تأتي رياح الجزيرة بما لا تشتهي سفن البحرين. فاصلة أخيرة: امضوا لهاويتكم فإننا ماضون للقمة.