12 سبتمبر 2025

تسجيل

التمكين في الأرض (2)

16 يوليو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن الله تعالى خلق الإنسان ومكن له في الأرض، ليؤدي وظيفته فيها وهي عمارتها على أكمل وجه، قال جل من قائل: (ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش، قليلا ما تشكرون)، هذا والتمكين في الأرض يحتاج إلى مؤهلات، لابد للمسلم من أن يتحلى بها .. انظروا إلى يوسف عليه السلام وهو يقدم مؤهلات التمكين إلى عزيز مصر كما قص علينا القرآن الكريم: (قال اجعلني على خزائن الأرض، إني حفيظ عليم)، فمكن الله تعالى له في الأرض، قال سبحانـــــــــــه (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء، نصيب برحمتنا من نشاء، ولا نضيع أجر المحسنين) يوسف (56)، الذي أريد أن أصل إليه وأرد به على هذه الفرية، هي، أن علاقتك أيها المسلم بالأرض علاقة عمل وإنتاج، وبحث وتنقيب عن كنوزها وكشف أسرارها، فذاك عبادة، والانشغال عن عمارة الأرض أمر معيب في ديننا، قال تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا) الكهف (107) يأتي الإيمان في القرآن الكريم دائما مقرونا بالعمل الصالح، والعمل الصالح يشمل العبادات والمعاملات، وليس كما يظن البعض أنه يقتصر على العبادات!! انظر إلى قوله تعالى: (ولقد آتينا داود منا فضلا، يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد، أن اعمل سابغات وقدر في السرد، واعملوا صالحا، إني بما تعملوا بصير) سبأ (10-11) وأعلم أن أيما مسلم يقضي ليله كله عبادة، صلاة، وذكر، وقراءة قرآن، ثم يغدو إلى مكتبه، أو معمله، أو مصنعه، يتناوم كسلا، لا يؤدي عمله كما ينبغي فهو إنسان خائن لوطنه، خائن لأمته!!، وإن عالما يمكث في معمله يبحث وينقب ويحاول أن يخترع لأمته الإسلامية ما يفيدها ويقدمها لأفضل له عند الله عز وجل من صلاة مائة ركعة نفلا .والقرآن الكريم حين يقص علينا القصص إنما لنعتبر ونتعظ ونستفيد مما فيها من العلم والحكمة، ولذلك قال تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم..) الإسراء (من الآية (9)، فقد مكن الله عز وجل لذي القرنين في الأرض، فهل طغى وتجبر وظلم؟ كلا،في رحلاته مر على قوم همل لا يحسنون الدفاع عن أنفسهم،) قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض، فهلل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا)، قوم عندهم المال ولكن عجزوا عن استخدامه في الدفاع عن أنفسهم، لكن العبد الصالح، أراد – والله أعلم- أن يعلمهم الاعتماد على النفس، (قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما) فصنع لهم استحكامات حربية،صهر الحديد، وأذاب النحاس، وخلط الصخر والتراب، وكان سدا منيعا وردما حجز عن هؤلاء عدوهم، (فما اسطاعوا أن يظهروه، وما اسطاعوا له نقبا) وأنصح القارئ الكريم بأن يراجع قصة ذي القرنين في سورة الكهف.