15 سبتمبر 2025
تسجيلاستوقفتني في الأيام الماضية ما تعيشه الكرة العراقية من تناقضات سواء كان على الصعيد المحلي من عدم الاستقرار متأثرة بالأوضاع التي تعيشها البلاد، وفي وقت تتحدى المنتخبات العراقية كل تلك التحديات تحقق الإعجاز بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وقد تمكن منتخب شباب العراق من الحصول على المركز الرابع في مونديال الشباب الذي اختتم في تركيا مؤخرا وذلك لأول مرة في تاريخه. فالشعب العراقي عامة والرياضي العراقي بشكل خاص أصبح يتكيف على وضعه الصعب والمأساوي ليحقق ما هو غير متوقع، فرياضة العراق اليوم وبالتحديد كرة القدم في "بلاد الرافدين" تعيش اليوم وضعية صعبة على الصعيد المحلي حينما أصبحت مع الأسف كرة القدم هدفا أساسيا تزهق به الأرواح كما حدث في عدة ملاعب عراقية مؤخرا في حي الشعلة شمال بغداد أو في ملاعب أخرى في بابل، في الزعفرانية وغيرها من الأماكن والتي أزهقت خلالها الكثير من الأرواح البريئة وخصوصا الأطفال في عمر العشر واثنتي عشرة سنة بسبب التفجيرات، لم يكن ذنبهم إلا أنهم أحبوا ممارسة كرة القدم التي يعشقونها بالإضافة إلى مقتل مدرب نادي كربلاء محمد عباس على أيدي رجال شرطة في مباراة للدوري المحلي العراقي، كل هذه الظروف والمأساة أدت إلى عدم سماح الاتحاد الدولي لكرة القدم بلعب المنتخبات العراقية المباريات الودية على أرضها. وكأن التاريخ يعيد نفسه، ففي عام 2003 ووقت غزو العراق من قبل الاحتلال الأمريكي وقتها تولد فريق وجيل صاعد حقق الإعجاز عندما حقق المرتبة الرابعة في أولمبياد أثينا عام 2004 لأول مرة بتاريخ الكرة العراقية بقيادة المدرب الوطني آنذاك عدنان حمد ومع جيل ضم أسماء كيونس محمود، نشأت أكرم، نور صبري، كرار جاسم، هوار ملا محمد وغيرهم من الأسماء استطاعوا بعدها الفوز بلقب كأس أمم آسيا عام 2007 في المباراة النهائية أمام السعودية برأسية يونس محمود في إندونيسيا قبل المشاركة في بطولة كأس القارات عام 2009. ومع انتفاء جيل 2004، ولد جيل جديد عام 2013 في مونديال الشباب في تركيا مؤخرا بقيادة حكيم شاكر ولاعبين كمحمد حميد، علي عدنان، فرحان شكور، همام طارق وغيرهم سيصبح ربما لهم شأن كبير في قادم السنوات، وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على أن الإعجاز العراقي لا يولد إلا وسط معاناة وآلام شعب بأكمله.