18 سبتمبر 2025

تسجيل

إسقاط عنان خادم الأسد

16 يوليو 2012

طالبت كل من قطر والسعودية وبعض الدول المناشدة لحرية الشعب السوري الشقيق بتطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على فرض عقوبات عليها تصل إلى التدخل العسكري إن لم تُجدِ القرارات السابقة إلى أي نتيجة تُذكر وعندما يكون هناك تهديد للسلم والإخلال به. الأمم المتحدة ممثلةً بمبعوثها ومبعوث جامعة الدول العربية كوفي عنان أثبتت وبعد كمٍ من المفاوضات العقيمة مع نظام بشار بأنها عاجزةً تماماً عن حل هذه القضية، بل إنها سهلت في مراوغة النظام ليتضاعف أعداد الضحايا أضعافاً مضاعفة فقط خلال تبني الأمم المتحدة لخطة عنان، هذه الجرائم التي ما زالت فصولها مستمرة حتى وقتنا هذا وآخرها مجزرة بلدة التريمسة التي قضى فيها أكثر من 250 شهيدا هي شاهد على التخاذل الأممي في تطبيق القرارات المنصفة للشعب السوري الأعزل وتخليصه من هذا النظام المجرم. والغريب في الأمر أن من يتابع جولات عنان يجد أغلبها تتركز في مفاوضة من يتحملون مسؤولية هذه الجرائم، فكيف لمبعوث أممي أن يفاوض أنظمة دموية عليها تقع المسؤولية المباشرة عن إراقة دم أكثر من 17000 شهيد سوري وفي النهاية نجد أنه لا نتائج لهذه الزيارات وإنما جاء معظمها للاستهلاك الإعلامي ليس إلا!! عنان وبعد أشهر من هذه المفاوضات العقيمة أعلن فشل مفاوضاته لأنها لم تبنَ على أسس تُنبؤ بأنها ستنجح، فمعادلة التوازن والعقلانية غابت عن خطة عنان، رغم أن الأمور واضحة بالنسبة له كمبعوث أممي يرى بأم عينيه فداحة الجرائم التي يرتكبها هذا النظام في حق شعبه، وكان الأجدى به أن يوضح في تقريره ضرورة تطبيق بنود الفصل السابع لأن هذا النظام مراوغ من الدرجة الأولى وإن ظل على ديدنه فإنه سيقضي على الملايين من شعبه. ميدانياً ولله الحمد الجيش السوري الحر ورغم الإمكانيات المتواضعة التي لديه إلا أنه يسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي السورية، ولعل العمليات النوعية التي نفذها في مفاصل النظام والانشقاقات في جيش النظام السوري تؤكد تخلخل النظام في ظل شجاعة واستماتة الثوار والتفاف الشعب السوري حوله، هذا الأمر غيّر من وتيرة حدة موقف بشار وأعوانه حيث اتضح ذلك في لقائه مع عنان الأسبوع الماضي وبرغبته في إنهاء هذه الأزمة عندما علم أن الجيش الحر على بُعد كيلومترات منه، ولكن الأمر ليس بيده الآن وإنما بيد لله سبحانه وتعالى ثم بيد جنوده البواسل من الثوار الأشاوس، وهم من سيطبقون بنود "فصلهم السابع" ولكن هذه المرّة ليست برعاية أممية وإنما برعاية سورية خالصة وبأيدي شعبها وثوارها الأبطال "ولتسقط الأمم وفيتوها وتخاذلها المستمر"!!. فاصلة أخيرة عندما اقتربت نهاية نظام الطاغية بشار بدأ أعوانه وأخلاؤه كمناف طلاس في التخلي عنه والتبرؤ من نظامه والهرب إلى المناطق التي أودعوا فيها الثروات التي نهبوها من الشعب السوري.. نأمل ألا تكون لهذه الشاكلة أي موقع في المستقبل وسط الشرفاء من أبناء سوريا الحرة.