10 سبتمبر 2025
تسجيلبغض النظر عما يمكن لإيران أن تفعله فيما لو طورت تجاربها النووية التي تصر طهران حتى هذه اللحظة وبعد إعلانها الرسمي برفع كفاءة التخصيب لديها لما يقارب 60% واستطاعت أن تصنع أسلحة نووية بحسب آراء مختصين بالشأن الإيراني فإن مضيها في هذا الجانب وحده يمكن أن يجعل إسرائيل تزيد من وتيرة القلق لديها رغم اتهامها بالهجوم على منشأة نطنز النووية الإيرانية والتي اعتبرته إيران هجوما إرهابيا يقضي بوقف نشاطها في تخصيب اليورانيوم واعتبار ذلك تهديدا مباشرا لوجودها في قلب المنطقة العربية منذ عام 1948 واحتلالها دولة فلسطين على الرغم من أن تل أبيب تصرح بخشيتها من أن يطالب المزيد من الدول العربية والإسلامية بعد إيران والسعودية بحقهم في امتلاك سلاح نووي أو حتى تجارب في تخصيب اليورانيوم ضمن النسبة الدولية المسموح بها مثل الأردن والعراق ومصر وتركيا. نعلم بأن إسرائيل تتخوف دائما من أن تسعى أي دولة عربية أو إسلامية من تحقيق أحلام نووية هي مشروعة للجميع لكن عدد الذين يستطيعون تحقيق هذه الأحلام يبدو قليلا أمام العراقيل التي تواجه تنفيذ خطوات هذا الحلم على الواقع فبالإضافة إلى تجريمها دوليا فإن تحريمها أمريكيا وإسرائيليا يبدو الأصعب أمام كل الحالمين لكن إيران التي تخضع لمراقبة دولية وصبر أوروبي يكاد ينفد وعقوبات أمريكية توارب الباب اليوم لأي حل دبلوماسي يمكن أن ينهي هذا الصراع بين طهران وواشنطن كما أعلن الرئيس بايدن مؤخرا أنه وبالرغم من إعلان إيران رفع درجة تخصيبها لهذه النسبة المئوية الهائلة لليورانيوم والتي يمكن بعدها أن تقفز لنسبة 90% وتصنع سلاحا نوويا خطيرا فإن أمريكا لا تزال مصرة على أن الحل الدبلوماسي يمكن أن ينجح لإبعاد المنطقة عن أي توتر مضاعف يمكن أن يزيد الأمور سوءا وهو خط سياسي بعيد كل البعد عن لغة الرئيس السابق ترامب تجاه طهران والذي كان يزيد العقوبات على إيران بمجرد أن تفعل الأخيرة شيئا يمكن أن يثير حفيظته المتوائمة مع حفيظة إسرائيل التي تسعى بكل جهدها لمواصلة الحرب على اي منشأة عربية أو إسلامية تعمل على أي تجارب نووية ترى تل أبيب أنها سوف تستهدفها يوما كما فعلت في عدة منشآت ففي يونيو/حزيران 1981 نفذ الطيران الإسرائيلي عملية "أوبرا" بمشاركة 8 طائرات حربية متطورة لتدمير مفاعل تموز النووي العراقي جنوب شرق بغداد الذي أقيم بمساعدة فرنسية وشكّل لإسرائيل حينها تهديدا وجوديا ووضع علامات استفهام كبيرة أمام مسألة بقائها كما نفذ سلاح الجو الإسرائيلي في سبتمبر 2007 غارة جوية استهدفت مفاعلا نوويا سوريًا في منطقة الكُبر بمحافظة دير الزور الصحراوية وزعمت إسرائيل في حينه أن المفاعل كان قريبا من اكتماله بمساعدة من كوريا الشمالية لكن الهجوم الذي أسمته "عملية البستان أزال تهديدا وجوديا ناشئا لإسرائيل. وخلال السنوات الأخيرة، كثفت إسرائيل من تنفيذ ضرباتها المتعددة الأشكال من هجومية واستخبارية ضد المنشآت النووية الإيرانية وتمثل أخطرها في السطو على أرشيفها النووي واغتيال العديد من علمائها النوويين وتنفيذ هجمات إلكترونية ضد المفاعلات النووية المنتشرة في عدد من المدن الإيرانية وآخرها في منشأة نطنز 2021. وشهد العام 2020 صدور العديد من التحذيرات الإسرائيلية عن بدايات تفكير السعودية بإنشاء مشروع نووي سلمي واعتبرت ذلك مقدمة لا تبشر بخير لإسرائيل لأن من شأنه إثارة تطلعات مزيد من الدول العربية والإسلامية لمحاكاتها ولا سيما مصر وتركيا وفي هذه الحال ستفقد إسرائيل ميزتها الحصرية باحتكار السلاح النووي وخشيتها أن تذهب نحو التوجهات العسكرية في هذه المشاريع لا المدنية فقط كما ترى إسرائيل أن إيران تكذب في الهدف من تجاربها وأنها لأهداف مدنية مشروعة وليس لأهداف حربية كما يمنعها من ذلك دينها وأخلاقها ولذا وكما بدأت مقالي في أن الحلم النووي أمر مشروع لكل العرب والمسلمين لكن من عليه أن يحقق هذا المشروع الذي ذهبت إمبراطورية العراق وهُدمت من أجل ( كذبة ) امتلاكه لأسلحة نووية ولم يكن قد بدأ حلم بغداد آنذاك يتشكل كما كان يريده العراقيون والعرب ولذا أوقفوا أحلامكم فإن الحلم هو ما يريده الغرب فقط !. @[email protected] @ebtesam777