12 سبتمبر 2025

تسجيل

اختبارٌ يجب أن تنجحوا فيه!

16 يونيو 2022

(أهلا بكم إلى النسخة الأفضل من كأس العالم) هكذا توجّه جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بالتهنئة لكافة الدول الـ32 التي تأهلت إلى كأس العالم FIFA قطر 2022 معبرا في الوقت نفسه عن إعجابه العميق وثقته الكبيرة في أن مونديال قطر سوف يكون الأفضل والأجمل من جميع النسخ السابقة لكؤوس العالم التي سبقته نظرا لما باتت عيناه تصدقه أكثر مما تسمعه أذناه وتواجده شبه الدائم في قطر أتاح له أن يبني رأيا ما كان لرئيس اتحاد دولي قبله أن يقوله ولا تزال عدة شهور باقية على صافرة البداية للمونديال ولكنها قطر يا سادة التي بنت جسورا من الثقة بينها وبين العالم ليثق بأن هذه الدولة قادرة على أن تصنع المستحيل حينما يأس الباقون من تحقيقه وقادرة على أن تكمل هذا المستحيل حين وقف الآخرون عن إكماله ولذا كونوا على ثقة بأن كل ما تسمعونه الآن عن مونديال هو الأفضل في تاريخ كأس العالم ما هو إلا شيء بسيط عما يمكن أن تراه أعينكم بإذن الله في حينه ولكن اليوم دعونا نرحب نحن أيضا بجميع المنتخبات المتأهلة إلى مونديال قطر وبالجماهير التي سوف توجه بوصلتها نحو بلادنا للحضور والاستمتاع بمعشوقة الملايين وهي تتأرجح لحين الوصول إلى المباراة النهائية وصافرة النهاية التي سوف تعلن انتهاء الحلم الذي غدا واقعا جميلا في يوم يمثل لنا نحن شعب قطر تاريخا مميزا وذكرى وطنية رائعة هي اليوم الوطني للدولة ليصبح العيد عيدين والفرحة فرحتين والإنجاز اثنين بحول الله وقوته . ولكن ماذا عنا نحن ؟! سوف أقربها لكم قليلا وأسأل بأسلوب آخر : هل ستكونون خير سفراء للبلد وأنتم في داخله وتستقبلون الملايين ممن يجهلون ثقافة أهل قطر وعاداتهم وتقاليدهم ؟! هل سيحمل كل واحد منكم مهمة أن يكون خير سفير لبلاده غير مبتعث لخارجه بل ممثلا لها في الداخل يقوم بمهام السفير صاحب السمعة العالية والأخلاق الحسنة التي تمثل ديننا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا وقيمنا وأصولنا العربية العريقة ؟! فإن كان منكم من يرى أنه لن يكون جديرا بحمل مهمة السفراء هذه فلا يحاول أن يعرقل من يستطيع حملها على أكمل وجه ومن يثق بأنه لن يؤدي واجباتها جيدا فليقف وليكمل غيره من النقطة التي وقف عندها ولنكن على ثقة بأن هذه المناسبة ليست مجرد فعالية رياضية يمكن أن تضمها ملفات الرياضة وينتهي الأمر لا ولكنها تاريخ وسمعة حكومة وشعب تقوم عليها ولا يمكننا أن نتخلى عن واجباتنا في تأدية ما سعت له الدولة منذ 12 عاما واليوم نحن على مشارف تحقيق هذا الحلم الذي حاول كثيرون عرقلة فصوله والتغيير في السيناريو المكتوب له ولكن يشاء الله إلا أن يثبت قطر على موقفها وأن يعجل بخطواتها لتكون هذه الاستضافة لأول دولة في الشرق الأوسط وهي دولة خليجية وعربية ومسلمة لم يراهن عليها أحد قبل أكثر من عقد من الزمان واليوم هي مركز رهان الجميع ليس من المحيطين بها فحسب وإنما من العالم كله ولذا إن لم نكن اليوم في محل من يستلم مهامه كمواطن ومقيم على هذه الأرض فلا خير فينا ولا خير فيما أكلنا وشربنا وتربينا وتعلمنا فيها وقطر بلاد أعطت الجميع ولاتزال تغدق بالعطايا على الجميع ولا تستحق في النهاية سوى ما تستحقه من رد للجميل وهذا امتحانها العالمي ولا يجب أن تؤديه وحدها فقط بل إن الشعب كان ولا يزال ولطالما متكاتفا مع قيادته فإذا كان لها أن تنجح بنسب عالية وكاملة فإن دورنا أكبر للوصول إلى هذا وأبشركم فإن أبواب الامتحان قد فُتحت فاحرصوا على أن تؤدوا اختباراتكم بعقلية العبقري وشجاعة المقاتل وبديهية الذكي وصبر الحكيم وقيم و(سنع) الأجداد فيكم فالاختبار يبدأ من الآن وحتى 18 ديسمبر القادم!. [email protected] @ebtesam777