20 سبتمبر 2025
تسجيلعلى الدولة أن تعي أن تجوهر الإرادة الإنسانية في داخلها هو سبيلها للاستمرار والتطور واختزال هذه الإرادة أو العمل على تأجيلها أو إهمالها يؤدي إلى تفاقم الدولة. تجوهر الإرادة الإنسانية يعني انتقالها من مرحلة إلى أخرى حسب ظروف ونوع الوجود الذي تعيشه، بحكم أن الحياة تتغير، لذلك يجب مواكبتها وليس الاكتفاء بحيازتها، إذا كانت الظروف الحالية تدفع الدولة أن تأخذ بيد المبادرة لعجز المجتمع عن حشد ما يمكن أن يبلور له إرادة موحدة، فلا يجب أن يعني ذلك الركون إلى وضع لا يمكن الاستمرار معه إنسانياً فترة أطول. تاريخ تطور الدول والديمقراطيات هو تاريخ الإرادة الإنسانية في طريقها نحو الانتقال من الأدنى إلى الأعلى فيما يتعلق بالتحقق وأنسنة الدولة. سبقت الدولة عندنا وجود المجتمع المنظم، الذي سبق وتبلورت لديه إرادة، فبدلاً من أن يصيغ هو أي المجتمع الدولة أو تكون تمظهراً لإرادته، صاغته هي وجعلت من إرادتها قَيمَةً على إرادته منذ الاستقلال حتى اليوم فترة طويلة بلا شك، ونحن اليوم على أبواب انتخابات تشريعية أولى في تاريخ المجتمع يبدو ضعف المجتمع في التنظيم وخلق الإرادة واضحاً، وتبدو الدولة مسيطرة بلا شك ودورها سيكون أكثر من كونه تنظيمياً نظراً لهذا الضعف الذي يعاني منه المجتمع، لكن من الأهمية أن ندرك أن الاستمرار مستقبلاً على هذا النحو خطير، لأنه سيؤدي إلى احتقان الدولة وعدم استمالتها للتطور المطلوب لها للاستمرار. علينا أن نعي أن كل دولة تماماً هي كالنفس الإنسانية مراتب من الوجود المتحقق الذي يعكس وجود مواطنيها، ودرجة تحققه على سلم الإنسانية، فهي دولة بقدر ما يحقق مواطنها من حرية ومشاركة. [email protected]