23 سبتمبر 2025

تسجيل

ما بين قوة الحوار.. وادعاءات دول الحصار

16 يونيو 2019

" وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " من منطلق هذه الآية الربّانية الإلهية الكريمة، ومع الحجج القويّة والبراهين الواقعية، بدأت المتحدّثة الرّسمية باسم وزارة الخارجية القطرية حوارها مع الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبدالله، حول الأزمة الخليجية في عامها الثالث، والذي معها بدأ حصار قطر الجائر؛ وذلك في برنامج الساعة الخليجية بإذاعة مونت كارلو، ولأنها تحمل في حقيبتها السياسية الكثير من الأدلة والحقائق التي تؤكد أن الأزمة الخليجية أزمة مفتعلة ضد قطر، فقد دحضت آراءه، ونسفت ادعاءاته، وفندت أكاذيبه، لينسحب من المواجهة، ويهرب من لغة الحوار ليجر وراءه خيبة الفشل في عدم قدرته بالحوار المنطقي المقنع، المفّرغ من الأدلة والبراهين الواقعية، الهزيل بثقافته السياسية، لذلك كان مرتبكا في ردوده القائمة على الكذب، بفكرة واحدة وكلمة واحدة ردّدها كثيرا ليسد الفراغات الخاوية من الأدلة المنطقية المقنعة « قطر تدّعم الإرهاب « قطر إرهابية " ولذلك استحوذ الحوار المنطقي المتزن للمتحدثة باسم وزارة الخارجية مع الموازنة بحوار الطرف الآخر المتذبذب، اهتمام الرأي العام والأوساط المهتمة بالشأن الخليجي وبالأخص السياسيّ، بالثناء والإشادة، حتى أن الإعلامية إيمان الحمود التي أجرت الحوار أشادت بالمنهج الهادئ والحجج التي ساقتها لتفنّد رأي الطرف الآخر حين كتبت على صفحتها في «تويتر» « يحق لنا أن نطالب دولنا بتعيين متحدثين رسميين يكسرون القالب النمطي واللغة الخشبية ليعتلوا المنابر، ويوصلوا أصوات أوطانهم بالحجة والبرهان المقنع...".. هذا هو المنهج الذي اتبعته دولة قطر في تعاملها مع الأزمة من البداية ومطالبة الأطراف الأربعة التي فرضت الحصار بضرورة الحوار والجلوس على طاولة واحدة بتقديم الأدلة والبراهين، لوضع حدّ لإنهاء الأزمة قبل أن تتفاقم ويصعب الخروج منها، ولاننسى تدعيم قطر الوساطة الكويتية لحل الأزمة عن طريق الحوار والمواجهة بالأدلة، ومازالت مستمرة في المطالبة. …. أن فنية وآلية الحوار لايمتلكهما إلا من يمتلك الثقة في النفس والقوة في القناعة، وصاحب الحق، كما هي القوة في وجود الحجج والأدلة المقنعة، وهذا ماتوجّ به الحوار مع المتحدثة الرسمية لدولة قطر سعادة السيدة لولوة الخاطر، ومقارنة مع أسلوب الحوار الذي دار بين الإعلاميّ الكويتي فؤاد الهاشم الذي جاء مثقلا بتراكمات نفسية مسبقة ضد قطر، مع معديّ برنامج Mbc في أسبوع حول موضوع الفوضى الفكرية التي تعيشها قطر خلال تلك الأزمة، نلمس الفرق بين الحوارين، كما هو فرق بين الثرى والثريا، في استخدام لغة الحوار المدَّعمة بالثقافة، وانتقاء الألفاظ، والهدوء في الرّد، والتفنيد بالأدلة المقنعة، مقابل أسلوب آخر ديدْنه الكذب الفاضح، وسفاسف الألفاظ ودناءتها، وعقم الفكر وفوضويته، لذلك جاء البرنامج مجرّد حبل غسيل للمتحاور لنشر غسيله، وفضفضة مافي جعبته الفكرية العدائية لقطر على بساط إعلامي «mbc» ملوّث بالأكاذيب والدجل ضد دولة قطر، كما هو منهج دول الحصار الجائرة في تفنيد مزاعمها ضد قطر، وليس بعيدا ما أصدرته محكمة العدل الدولية يوم الجمعة بتاريخ 14يونيو 2019م من قرار يقضي برفض طلب دولة الإمارات اتخاذ تدابير مؤقتة ضد دولة قطر في القضية المتعلقة بالإجراءات التمييزية التي قامت بها حكومة الإمارات ضد المواطنين القطريين بادعاءات باطلة. هذا يكفي كدليل على مصداقية دولة قطر في التعامل مع الأزمة الخليجية، في الوقت الذي أوردت وسائل الإعلام الإماراتية والمحسوبة عليها، قرار المحكمة بأنه انتصار للإمارات على حدّ زعمها على طريقة الهرم المقلوب، ومن هنا يتضح أن دولة قطر تستخدم الطرق القانونية بالأدلة والبراهين الدولية، مما أعطاها مصداقية بين دول العالم، بفضل التحركات القطرية الناجحة على كافة المستويات في دول العالم، والظهور في وسائل الإعلام بقوة المنطق وكفاءة المحاور القطري أيا كان منصبه، وهذا ما يفتقده الطرف الآخر. [email protected]