17 سبتمبر 2025
تسجيلعدد من المهتمين بالتراث ينسبون إلى عاداتنا وتقاليدنا ما ليس منها، متأثرين من مجاورة ومعايشة أصحاب مذاهب وثقافات دخيلة على مجتمعنا، وهذه الحالة تستدعي تمحيصا ومراجعة دقيقين؛ لتنقية تراثنا الأصيل مما اعتراه من عوامل التشويه أوالتزوير. ونحن ننتمي إلى مجتمع تتوافق عادات وتقاليد أفراده مع تعاليم وأحكام شريعة الإسلام وعقيدته الراسخة. فما خالف هذا المعين الصافي فإننا مأمورون شرعا باجتنابه وتركه.بعض الناشطين في مجال التراث والثقافة يعدون الاحتفال بليلة النصف من رمضان (القرنقعوه) تراثا خاصا بأهل الخليج العربي، وتلك مغالطة يجانبها الصواب، لعدة اسباب:أولها أنه لم يرد في سنة خير المرسلين عليه السلام وخلفائه الراشدين المهديين تخصيص احتفال بهذه الليلة، ثم ان المصادر المحققة تشير بأن احتفال ليلتي نصف شعبان وأختها من رمضان (النافلة والناصفة)، مولدان يعبر بهما اصحاب الأديان والعقائد المحرفة ممن استوطنوا شرق الخليج عن احياء ذكرى مولدي إمامين كبيرين حسب زعمهم، ويروجون لفضيلة الاحتفال بهما ومنهم انتقلت هذه العادة لدى المقلدين. إضافة إلى ان اعتياد فعل هذا المظهر الاحتفالي ليس حجة توجب اقامته كل عام في منتصف رمضان دون التثبت من مشروعية الأمر، قال تعالى: (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون). والمسلم منهي عن التشبه بغيره في عقائدهم وطقوسهم. وقد صدرت فتوى صريحة عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وعلى رأسها علامة الأمة ابن باز — رحمه الله — بعد دراستها، تؤكد ان الاحتفال المسمى بمهرجان القرنقعوه بدعة و(كل بدعة ضلالة)، وتحذر من إقامتها في المدارس والمؤسسات وغيرها من الأماكن، وتدعو إلى الاجتهاد بالقيام وتلاوة القرآن والدعاء. والذين يقفون وراء استمرار هذه العادات الدخيلة يعرفون أصلها لكنهم يصدون عن كشف الحقيقة وذاك دأبهم في إبطان ما لا يظهرون.يردد بعضهم ان ذلك من باب ادخال البهجة على نفوس الاطفال، وهذا هدف جميل، لكن اشاعة المرح والحبور بين الأولاد ليس مرهونا بهذه الليلة تحديدا، وليس سببا يبرر دفعهم بين الطرقات وتعريضهم للخطر واحتمال استغلالهم في ممارسات سيئة، وتسهيل اختلاط الجنسين. وتعويدهم اسالب المسألة (الطرارة) وقرع الأبواب. ناهيكم عن اسراف المال بصرفه في غير محله. إن على العلماء والباحثين ان يجلوا حقيقة ذلك الاحتفال. وإن ولاة الامر مسؤولون عن اتخاذ التدابير اللازمة في هذا الشأن التزاما بمنهج الحق وحفاظا على تراثنا الأصيل مما ينسب إليه من ممارسات دخيلة، تزور أصالته وتشوه جماله. اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، وألهمنا الصواب في القول والعمل.