12 سبتمبر 2025
تسجيلكلها لحظات وساعات وسوف تستقبل الأمة الإسلامية شهرا كريما من أفضل الأشهر التي ينتظرها كل المسلمين في كل مشارق الأرض ومغاربها وهو شهر رمضان الكريم لما يحمل هذا الشهر من مكارم العبادات والخيرات سواء كان للشخص العادي أم على الشعوب وربما ينتظره كثير من غير المسلمين ليقينهم الداخلي بحجم الخيرات التي يرونها خلال أيامه الفضيلة من انتعاش للروح والنفس البشرية وخيرا لا حصر له في المأكل والمشرب والتجارة وربما نجد العديد من الجاليات غير المسلمة تدخل الإسلام بصورة كبيرة وذلك لما يرونه من عادات رائعة في المجتمعات العربية والخليجية وطرق الاحتفال التي تستقبل بها هذا الشهر وأبهرت به العديد من الديانات والشعوب الأخرى ولذا فرمضان له مكانة دينية ونفسية واجتماعية في قلب كل عربي ومسلم ولكن يواجه العديد من التحديات ضريبة الانفتاح الاقتصادي والثقافي والتكنولوجي وتنافسه منافسة قوية في آن واحد وربما واجه العديد من الأفراد هذه التحديات وربما انغمس وراءها الكثير باسم الانفتاح والتطور ومنها على سبيل المثال الإكثار من ثقافة الاستهلاك في الشراء والوجبات الغذائية ويليها قضاء فترات طويلة أمام سيطرة الإعلام المرئي والمسلسلات المتنوعة والبرامج الرمضانية التي لا حصر لها وتغطي كافة القنوات الفضائية وربما خصصت من أجل هذا الشهر ومن أهم أهدافها لهو الكثير عن العبادات والطاعات المتضاعفة في رمضان والاعتماد على وسائل التكنولوجيا في التواصل الاجتماعي مع أفراد الأسرة والعلاقات الاجتماعية وغيرها من التحديات التي يواجهها الكثير خلال الشهر الفضيل ولكن كلنا أمل أن يتم الاستعداد النفسي والاجتماعي والثقافي بالصورة الفعلية التي يستحقها هذا الشهر وكما حثنا عليها القرآن والسنة النبوية وذلك ابتداء من إخلاص النية الصالحة بأن يبلغنا الله رمضان ويبارك لنا فيه ويعيننا على الطاعة والعبادات الصالحة كما كان يفعل النبي صلى الله علية وسلم وآل بيته الكرام وأن نضع نصب أعيننا جدول الاجتهادات الدينية التي ستقوم بها من طاعات وأعمال خيرية بصورة منتظمة وكل الحرص على تبادل الزيارات الأسرية بصورة مباشرة قدر المستطاع بدلا من استخدام وسائل التكنولوجيا المتداولة في الوقت الحالي، وعدم الإفراط في وجبات الطعام وأن يكون الاستهلاك الروحاني والاجتماعي بصورة أكبر منه ولا يتسنى لنا اصطحاب الأطفال في التجمعات العائلية وإلى المساجد والقيام بكافة فروض الصلاة بالمساجد وأهمها صلاة التراويح لغرس القيم الدينية والاجتماعية في نفوس الأبناء وبالأخص في هذه المرحلة في ظل سيطرة التكنولوجيا على عقولهم وقلوبهم، خاصة صغار السن والمراهقين من الجنسين وأن يكون للوالدين دور حيوي في هذا الجانب ونتمنى ألا يبدأ هذا الشهر وأن نسعى فيه لتطهير النفس البشرية من الحقد والحسد وحب الدنيا وأن تزول كافة المشاحنات النفسية بين المتخاصمين سواء كان بين أفراد الأسرة الواحدة وبين الزملاء في مجال العمل وبين العلاقات الاجتماعية الأخرى حتى تقبل الأعمال والطاعات التي ستقوم بها ولا نستطيع أن نتغافل عن الجيران وأن نحسن التبادل الاجتماعي وهو من سمات المجتمعات العربية قبل الانفتاح وحلقة كبيرة للتواصل من خلال تبادل التهاني والتبريكات والزيارات الاجتماعية ويليها تبادل بعض الوجبات الخفيفة كنوع من التواصل وربط أوصال العلاقات المختلفة، ومنها عدم استهلاك أوقات رمضان في السهر بلا فائدة سواء كان في الكافيهات أو المجمعات التجارية وغيرها من طرق الاحتفال التي يستعد لها من قبل التجار وأصحاب الشركات المتنافسة لتحقيق أكبر قدر من الأرباح من خلال عروضها التنافسية والتي لا تشتعل إلا في هذه الأيام وذلك بطرح العديد من المسميات الرمضانية كالخيمة الرمضانية أو ليالي رمضان وربما يعقلها البعض ويتغافل عنها الكثير ويتفاجأ بأن رمضان مثلما بدأ انتهى بسرعة كبيرة ولذا فشهر رمضان فرصة كبيرة للتغيير والتقرب إلى الله والأجور مضاعفة ولكن لمن يحسن استخدامها وإخلاص نية القلب في ترك العديد من العادات السيئة والاستعانة بالله فيها لتركها والإقلاع عنها سواء كان في العادات أو السلوكيات الخاطئة وسواء كان يرتكبها هو أو مع الآخرين ولا نعلم إذا رحل رمضان هذا العام سيعود علينا مرة أخرى أم لا وربما يكون آخر رمضان لك أو للآخرين ولذا فاجعل رمضان فرصة كبيرة لك للتغيير الحقيقي وذلك استنادا إلى أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ونحن قادرون على هذه الخطوة مادام أنها منحة كبيرة من الله للعودة إليه والتمسك بما أمرنا به ونهانا عنه.