الإنجليز على قارعة الطريق

دائما ما يفتخر الإنجليز بكونهم مهد لعبة كرة القدم أكثر لعبة ذات شعبية في العالم حينما أسسوا قيم وقوانين "المستديرة" قبل منتصف القرن التاسع عشر وبالتحديد عام 1848 في كامبردج ليمارسها وقتها الطلبة في الجامعات والمدارس الإنجليزية فيما كان نادي شيفيلد أول ناد كروي يتأسس عبر العالم عام 1857 قبل أن يتأسس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عام 1863. كل هذا التاريخ المجيد للإنجليز لم يشفع لهم لإحراز الألقاب القارية والدولية إلا بالقليل منذ ما يزيد على القرن والنصف، حيث وبعد تغيب إنجلترا عن النسخ الأولى من بطولة كأس العالم حتى 1954 لعدم اعترافهم بهذه البطولة واعتقادها بأنها تتفوق على المنتخبات العالمية بحكم كونها أسست اللعبة، اقتصرت إنجازاتها على لقب عالمي واحد عام 1966 في إنجلترا بجيل ذهبي بقيادة بوبي تشارلتون، بوبي مور، جيوفري فورست وغيرهم وبقيادة المدرب الأسطوري آلف رامسي. فيما غير ذلك لا توجد هناك أي إنجازات تذكر عالميا وأوروبيا وكان دائما "الأسود الثلاثة" يخرجون من الأدوار الإقصائية للمونديال كما كان الحال عام 1990 عندما أنهت رابعة للعالم في إيطاليا، الخروج ست مرات من الربع النهائي ما بين 1954 و2006 والخروج مرتين من الثمن النهائي عامي 1998 و2010 (في النسخة الأخيرة في جنوب إفريقيا والهزيمة أمام ألمانيا برباعية). في البطولة الحالية في البرازيل وبعد هزيمة إنجلترا الأولى أمام إيطاليا 1/2 وتبقي مباراتين أمامها مع كل من الأوروغواي وكوستاريكا يحوم الشك من جديد لعدم استمرار الفريق طويلا في البطولة كعادته وربما مغادرته لأول مرة منذ مونديال السويد عام 1958 للدور الأول للمجموعات فيما تتألق المنتخبات الكبيرة الأخرى كإسبانيا، إيطاليا، فرنسا، ألمانيا، البرازيل والأرجنتين وتبادل الفوز باللقب العالمي مع كل نسخة بينما يبقى الإنجليز على قارعة الطريق.