14 سبتمبر 2025
تسجيللا تزال معاناة المواطن مستمرة مع قرض الإسكان الذي لا يكفي وحده لبناء بيت تتوافر فيه جميع المواصفات والاشتراطات المطلوبة، ويضطر معه المواطن إما إلى اللجوء الى الاستدانة وهذا أمر مستبعد او الحصول على قرض شخصي من أحد البنوك، ليتمكن من إكمال بناء بيته الذي ظل يحلم بإقامته منذ زمن طويل. ولندرس المشكلة الحقيقية التي ينطوي عليها قرض الإسكان، دعونا نبدأ من البداية عندما يحصل المواطن على قرض الإسكان البالغ قيمته مليونا و(200) ألف ريال، يعمل المواطن بكل ما أوتي من قوة من أجل توظيف هذا المبلغ لبناء بيته ولكن للأسف الشديد يُواجه بطوفان من المطالب والالتزامات تفوق بكثير قيمة قرض الإسكان، فيتّجه المواطن المغلوب على أمره الى البنوك ويدخل في دوامة القروض وما أدراك ما القروض؟!.. وتمضي الأيام والمواطن يعمل ويكد من أجل سداد ما عليه من ديون، وقد يستمر به الوضع على هذه الحالة لسنوات وسنوات.. فما بين تكاليف ومصروفات المعيشة اليومية، وتكلفة التعليم، والمبالغ الطائلة المطلوبة في بناء البيت المنتظر، يبقى المواطن غريقاً بين هؤلاء جميعاً ولا يعلم أين المفر؟.. ومتى تنتهي رحلته في بحر الديون ليصل إلى أرض الاستقرار وموانئ الراحة؟ كلّنا نتفق على ان الحياة جهاد ومشقة وتعب ونصب. لكن الإنسان يحتاج الى قسط من الراحة وصفاء الذهن وهو ما يعد من المستحيلات اذا ما فكّر في قرض الإسكان وبناء البيت الذي يصبو إليه. ناهيك عن مواصفات البناء المستدام التي ستدخل حيز التنفيذ في المستقبل ويتكلف معها المواطن تكاليف البناء أضعافا كثيرة. والسؤال هنا: الا يتطلب ذلك وقفة فعلية لإعانة المواطن في بناء بيته، ودعمه في الالتزام بمواصفات البناء المستدام؟ لاشك ان دراسة مشكلات المواطن والبحث في حلها يتطلب تحليل تلك المشكلات ووضع أزمة قرض الإسكان في مقدمتها، وان تخرج الدراسة بتوصيات وتطبيقات عملية تفك أسر المواطنين من القروض السرمدية، وأن يتم إطلاق شركات وطنية مثلاً تتولى عمليات بناء بيوت ومنازل المواطنين، ويدفع إليها المواطن تكاليف البناء عن طريق نظام التقسيط بدلاً من شباك النصب الذي قد يقع فيها المواطن اثناء بناء منزله حالياً.