15 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا تأخر تطوير تلفزيون قطر

16 يونيو 2012

لم تفارقنا تلك الموسيقى التصويرية المجّندة التي يستخدمها تلفزيون قطر في الاخبار والفواصل التصويرية وكأننا في معسكر وتذكرنا بطفولتنا ابان عهد القناتين 9.11 المقبولتين في عهدهما وطفولة عهد قطر بالاعلام. ورغم عمر قطر النفاذ في عالم الاعلام المرئي والمسموع والرقمي ونبوغ شبكة الجزيرة لمدة ستة عشر عاما على التوالي لم تفرز قناة ام الاربع واربعين — ان صحت لي التسمية وفقا لما يوحيه الشعار — ولا حتى اثنين وعشرين ابداعا على الاقل تتجاوز شعارها الحلزوني ذا "الدقة القديمة" حسب تعبير اخواننا المصريين، ولم تطرح الا ما يطلق عليه غرابا ضيع مشيته ومشية من يقلده، هذا والصورة والمُنْتج والمُخْرج موضع نقد ليس في الوضوح والجودة فحسب بل حتى في رداءة الشكل الفني والاخراج وتصميم الاستديوهات الداخلية وكأنها "فستان بو كشكش" من موضة الزمن الغابر. اما الهوية فليس لها طابع، إذ ليس هناك ما يوحي بأنك تشاهد قناة من قطر سوى "ام الاربع واربعين" باللون العنابي ومواعيد النشرات التي ننتظر فيها اخبار قطر طبعا بموسيقى العسكر التي غدت علما عليها، وشريط مؤشرات بورصة قطر الأحمر غالبا. واجتهد تلفزيون قطر وهو يحسبها هوية في ان يخرج لنا مذيعات من قطر بعبايات ضلت طرقها إذ نستهجنها في الواقع حين غدت كملابس سهرة ملونة ومزركشة غزت حتى صباح قطر في مختلف مواقع العمل من قبل الكثيرات في جهل مطبق غير واع لمن يرتديها فاذا بها ترسم صورة نمطية في التلفزيون على من يرتديها من مذيعات مع التنويه في آخر البرنامج بممول العبايات لهذا البرنامج لأن المذيعة باتت اسلوب تسويق، ولا بدّ من استكمال ديكور الزركشة في ان يكون الكوب والملف على طاولة الاستديو بلون زركشات العباية مع ان العالم تطور في المضمون والهدف الى شاشة الايباد والتفاعل الاعلامي الاجتماعي الآني الجديد بدلا من الملفات الورقية واسلوب الكتّاب والاهتمام بالقشور. ربما يكون هذا الحديث قديما لكنه القديم المتجدد، لم نطرقه منذ طرقنا له سلفا منذ اعوام لانتظارنا جميعا ما يسمى بتطوير التلفزيون والاذاعة ومترادفاتهما وكأننا مخدرون ولكنه تأخر كثيرا عن موعده الذي اعيد تمنيتنا به في مطلع ابريل الجاري ولم يحصل ايضا رغم ما اشيع بانه قد جندت له لجنة تعمل ليل نهار والوعود التي تنبئنا بظهوره بأبهى حلّة والمهم ان يكون معها ابهى مضمون وابهى ادوات بشرية اعدت سلفا. ورغم ثقتنا بالتطوير وانتظارنا له الا انه ليس صكوك غفران لتعفيه من مهمته، فتوقعنا ان يسلك التلفزيون في هذا الوقت الانتقالي نقلة تطور من محتواه ومضمونه على الاقل حيث استغرقت سنوات وتغيرت فيها ادارات ولكن دون جدوى حتى على مستوى شكل الاستديوهات رغم نبوغ خريجين من تصميم قطر VCU وابداعهم في هذا المجال واهمية استقطابهم للعمل فيه لبث دماء جديدة بروح تواكب العصر، ودون تطوير في هيئة ظهور ولغة مقدمي البرامج وهم واجهة التلفزيون وعوامل مهمة من عوامل نجاحه او فشله. فلا يمكننا التغاضي عن اهمية لغة المذيع السليمة حتى لو استخدمت العامية، اعني سلامة الكلمات وصحتها من الاغراق في السوقية ومنها على سبيل المثال لا الحصر كلمة "اليهال" و"الياهل" وادخال المذيعة لها في حديث طبي يصاغ من قبل ضيوفه بلغة عربية سليمة وراقية، لتأتي الكلمة منها "نشازا" يزعج الذائقة ويحرج من يشاهد تلفزيون قطر من القطريين على مستوى اقليمي. ناهيك عمن يستخدم كلمة "مراحب" أو "تحايا" في جمع شاذ. سوء استخدام اللغة مجرد مثال بسيط على مؤشر سلبي لا يرتجى من التلفزيون لجنة تطوير مستقبلية او "مارد الفانوس السحري" بل متابعة ومراقبة وملاحظات دورية آنية من قبل ادارته للمحتوى لغة ومضمونا فعلى الأقل ان تكون لغة مثقفة واعية راقية تشرف من يمثل قطر وليست لغة تشابه عبايات الزركشة حتى لا يكون مظهرنا امام العالم قلة وعي ثقافي شكلا ومضمونا لا تمثلنا ولا نقبلها حتى في ظل مرحلة انتقالية ننتظر فيها من اعلام قطر الرسمي دفع شبهة التأخر عن نفسه وترقية مضمونه واطاره العام. كاتبة وإعلامية قطرية Twitter: @medad_alqalam medad_alqalam @ yahoo.com