29 أكتوبر 2025
تسجيلقال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز الذي آمنا به: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. سورة البقرة، وهذا أمر من الخالق وهو فريضة من الفرائض التي أمرنا أن نفعلها طالما أننا آمنا بهذه الرسالة التي جاء بها سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ولا بد من ان نؤديها كما ينبغي أن تؤدى أي فريضة لأن فيها ثوابا عظيما من خالق البشر رب العباد الذي لا يريد لهم الا الخير كله وليجزيهم من وراء أداء ذلك خير الجزاء الا وهو الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال أحد منا مع أن نفسنا تتمنى وتواقة لكل شيء فيه ما يسعدها وهي تسير على هذه البسيطة التي جعلها المولى سبحانه وتعالى دار زرع ويحصد منها الخير إذا ما سار على النهج الذي رسم له من قبل خالقه حيث قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. وهذا شيء ومكافأة عظيمة من منا لا يريد ذلك وعليه كان لا بد لكي ننال هذا الأجر العظيم أن نعد العدة لهذا الشهر الكريم ولهذه العبادة الروحانية العظيمة خير الإعداد لكي ننال الجزاء الذي ما بعده جزاء وهو غفران الذنوب كلها ونعود صفحة بيضاء ناصعة البياض حيث أكد عليه الصلاة والسلام: بقوله: عليك بالصيام فإنه لا مِثل له، فهل أدركنا ذلك وعملنا جهدنا لكي نفوز بتلك الجائزة الكبرى حيث نتوق إلى الجوائز الدنيوية عند مشاركتنا في مسابقة ما ونطمع في أن نفوز بجائزة من الجوائز التي رصدت لتلك المسابقة وهل أفضل من الجائزة العظمى التي حددها ربنا سبحانه وتعالى حيث وعدنا ووعده الحق بان جائزتنا هي الغفران من كل الذنوب التي بحوزتنا إن كنا ممن شابهم شيء من الذنوب ومن منا ليس لديه ذنب حتى وإن صغر وعليه لا بد أن نتطهر من هذه الذنوب بأن نعد العدة المطلوبة لاستقبال هذا الشهر العظيم الذي فيه ليلة خير من الف شهر، وقال حسن البصري رحمه الله: إن الله جعل الصوم مضماراً لعباده ليستبقوا إلى طاعته. فهل أعددنا العدة لهذا السباق لكي ننال الجائزة الكبرى التي رصدت من قبل الخالق لمن يؤدي هذه العبادة والشعيرة على أحسن وجه حيث ان له عند ربه دعوة لا ترد كما قال صلى الله عليه وسلم، ومن منا ليس لديه دعوة يتمنى أن ينالها سواء وهو يسير على هذه البسيطة أو بعد مماته ولقاء ربه فلنبادر بالإعداد لهذا الشهر الكريم خير إعداد كما نعد لأي مهمة سنقوم بها في هذه الحياة الدنيا ولكن الإعداد لهذه العبادة يتطلب أمراً قد يختلف نوعاً ما عن أي أمر دنيوي لأن في الصدق في هذه العبادة والإعداد لها جزاء ما بعده جزاء، فلنتسابق بكل جدٍ واجتهاد في أيام هذا الشهر الفضيل الذي قال الله عنه في الحديث القدسي: كل عمل ابن آدم له الا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والجزاء هو من عند رب العباد وهو الذي لا يبخس أحدا حقه سبحانه وتعالى.