15 سبتمبر 2025

تسجيل

لا فرق بين المبادرة الفرنسية وحل أوباما!

16 يونيو 2011

المبادرة الفرنسية تتبنى الرؤية الصهيونية للتسوية مع الفلسطينيين والعرب تعودنا من المسؤولين الغربيين وفيما يتعلق بالتسوية في الشرق الأوسط أن يقولوا كلاماً جميلاً في البداية. فيه بعض من الإنصاف للحقوق الوطنية الفلسطينية،وذلك بهدف استدراج الجانب الفلسطيني للعودة إلى المفاوضات مع إسرائيل. وبعد(إنجاز) هذه الخطوة. يتراجع المسؤولون عن وعودهم السابقة. ويصطفّون بالكامل إلى المطالب الإسرائيلية. أو رؤيا الدولة الصهيونية للحل. بالطبع يعود ذلك إلى أسباب كثيرة،لعل من أهمها:الضغوطات الخارجية والداخلية التي تُمارس عليهم من إسرائيل واللوبي الصهيوني،والتيار الصهيو-مسيحي. وأصدقاء إسرائيل على الساحة الدولية. وفي البلدان التي يحكمها هؤلاء بشكل أساسي.هكذا كان أوباما الذي تراجع عن كل وعوده،ومن قبله أيضاً:كان كلينتون،وجورج بوش الابن.هذه الأيام فإن ما اصطلح على تسميته(بالمبادرة الفرنسية التي تنطلق من:عودة المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية على أساس دولة للفلسطينيين على حدود 4 يونيو 1967،وإخضاع القضايا المختلف عليها كاللاجئين والقدس وغيرهما إلى التفاوض بين الجانبين،وعقد مؤتمر دولي قريب حول الشرق الأوسط في باريس. يحضره الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني،إضافة إلى الأطراف الدولية.هذا هو ملخص المبادرة الفرنسية كما أعلنه ساركوزي في تصريحاته المتعددة حول الشرق الأوسط.وكذلك الآن جوبيه وزير الخارجية. وبخاصة تصريحاته في زيارته الأخيرة إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل. وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اعترضت على بعض نقاط المبادرة الفرنسية وبذلك: تم إحباط المبادرة في مهدها.هذا الأمر لم يُثن فرنسا عن المُضّي بمبادرتها وفقاً لتصريحات جوبيه في المقر الدائم للأمم المتحدة بعد زيارته الشرق أوسطية. من جانبٍ ثان: فإن الرئيس أوباما وفي المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في البيت الأبيض. في زيارتها الأخيرة للولايات المتحدة أعلن:أن ذهاب الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة لإعلان دولة فلسطينية أحادية الجانب لا يتفق والمبادئ التي وضعتها(الرئيس أوباما بنفسه). واستطرد قائلاً: شكرت المستشارة لدعمها للمبادئ التي أعلنتها للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. من الجدير ذكره القول: بأن فرنسا ألمحت مراراً من خلال الرئيس ساركوزي في مقابلة له مع مجلة"إكسبرس الفرنسية الأسبوعية". ومن خلال المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة إلى:إمكانية اعتراف فرنسا بدولة فلسطين في الخريف المقبل(في الأمم المتحدة) مؤكداً:أنها ستتحمل مسؤوليتها إذا لم تُستأنف عملية السلام بين الجانبين حتى ذلك الموعد. ربما هذا الاعتراف الفرنسي بالدولة الفلسطينية إذا ما تم. يشكل نقطة الافتراق الوحيدة بين الموقفين الأمريكي والفرنسي فيما يتعلق بالتسوية في الشرق الأوسط،فمن المعروف أن الإدارة الأمريكية تعارض تماماً طرح هذا الموضوع في الأمم المتحدة. من زاوية أخرى،ألمحت باريس مراراً. كما عكست ذلك معظم الصحف الفرنسية. إلى أن مبادرتها تهدف إلى قطع الطريق على طرح الجانب الفلسطيني. الاعتراف بالدولة الفلسطينية العتيدة في سبتمبر القادم. من خلال عودة المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية. صحيح أن باريس في مبادرتها للحل أبقت موضوع الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967،عائماً. لكنها لن تتجاهل المطالب الإسرائيلية في المطالبة بتعديل الحدود،ذلك يعود إلى الموقف الفرنسي من القرار 242 الصادر عن الأمم المتحدة والذي يدعو إلى انسحاب إسرائيل من أراض(وليس من الأراضي) فلسطينية احتلتها عام 1967،آنذاك وحين صدور القرار في المنظمة الدولية أُثيرت الفروقات بين النسخة العربية للقرار وتحديداً يقول(الانسحاب من الأراضي) والنسخة باللغات الأخرى الذي جاء(الانسحاب من أراضٍ) وتصاعد الجدل كثيراً آنذاك بين الوفود العربية. وتفسير الولايات المتحدة للقرار،ومعها وقفت كل من بريطانيا وفرنسا بالطبع.المقصود القول أن باريس تعترف بما تطالب به إسرائيل من تعديل للحدود،والتعديلات التي تطلبها إسرائيل كثيرة(مثل شهيتها لاحتلال الأراضي العربية) فهي التعديلات التي تُبقى على المستوطنات والمستوطنين،والطرق الالتفافية والجدار العازل في الضفة الغربية،أي أن الدولة الفلسطينية ستقام على أقل من %30 من مساحة الضفة الغربية بالإضافة إلى قطاع غزة،ودولة بكانتونات متفرقة مقطعة الأوصال.بالطبع ليس هدف إسرائيل من التعديلات ما تدعّيه :المحافظة على الأمن وعدم القدرة على حماية تلك الحدود،فالصواريخ الحديثة قريبة وبعيدة المدى قادرة على الوصول على أية نقطة فيها،الهدف الحقيقي للدولة الصهيونية هو:التخلص من الكثافة السكانية العربية الكبيرة في منطقة المثلث في أراضي 1948 في سبيل نقاء دولتها اليهودية.لقد صرح نتنياهو في المؤتمر الصحفي الذي عقده في الإليزيه بعد مباحثاته مع الرئيس ساركوزي في جولته الأخيرة لكل من فرنسا وبريطانياأن الرئيس الفرنسي اعترف بيهودية دولة إسرائيل وتفهم المطلب الإسرائيلي بضرورة اعتراف الفلسطينيين والعرب بيهودية إسرائيل قبل إنجاز التسوية وهذا يقطع الطريق على حق العودة،الإليزيه لم يُنكر ما صرّح به نتنياهو. بالتالي فإن المبادرة الفرنسية هي تكرار لحل أوباما الذي طرحه في خطابيه الأخيرين. وهو الحل الذي يتبنى الرؤية الصهيونية للتسوية مع الفلسطينيين والعرب.