10 سبتمبر 2025
تسجيلعمت الفرحة بيوتنا بعد المصالحة الخليجية الخليجية، وتلتها بفترة زمنية قصيرة فرحة تجميد الخلافات العربية الإيرانية جاءت بشائرها مشرقة مع اشعة الشمس القادمة من اقصى المشرق ـ الصين ـ وتوجت تلك الفرحة بعودة سوريا الى الصف العربي تتبوأ مكانها في جامعة الدول العربية انطلاقا من الرياض عاصمة البشائر. (2) والحق ان الانسان العربي لا يكاد يسترد أنفاسه من وقع مصيبة لحقت بأمته العربية الا وتلحق به مصيبة أخرى وهكذا يعيش الانسان العربي معذبا مهموما لا يستطيع ان يرسم اتجاها لسياسة قادتنا الميامين. في غمرة الافراح بوجود انفراجات عربية سرعان ما تفجرت الأوضاع في السودان وسالت الدماء وتعمقت الجراح وكل الحلول الجارية مؤقتة، ومن بعده انفجرت الأحوال في فلسطين وأمعن الكيان الصهيوني في تدمير الأرض ومن عليها في قطاع غزة وملاحقة افراد المقاومة المنتشرين في نابلس وضواحيها وجنين وأريحا تحت سمع وبصر قوات الامن العباسية، وسارت مظاهرات شعبية في عواصم الغرب تندد بالعدون الصهيوني على غزة وقرى ومدن الضفة الغربية وحرب الاغتيالات للقيادات الفلسطينية المقاومة للاحتلال الصهيوني لفلسطين، ورام الله عاصمة السلطة الفلسطينية هادئة لا حراك فيها نظرا لسطوة الامن السلطاني العباسي وكأن الامر لا يعنيهم وسكان عواصم العالم العربي كأن على رؤوسهم الطير انهم في حيرة لان المصائب تكاثرت عليهم من تونس الى فلسطين الى ليبيا الى السودن وعبورا الى اليمن. بالأمس وبعد خمسة أيام من بداية العدوان على أهلنا في غزة وبعد ان تم الاتفاق على وقف العدوان تمخضت السلطة في رام الله فولدت بيانا باهتا صادرا عن مكتب السلطان عباس تدين الهجمات على قطاع غزة، وبيانا اخر يناشد المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل. السؤال الذي يطرح نفسه لماذا سلطة محمود عباس لا تتخذ إجراءات ضد اسرائيل على سبيل المثال تلغي او تجمد العمل باتفاق التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني ابتداء او بمعنى أوسع تجمد او تلغي العمل بكل ما اتفق عليه في وثيقة اوسلو 1993 وما تبعها من اتفاقات وتفاهمات لان سلطة الكيان الإسرائيلي من طرفها جمدت العمل بكل تلك العهود والمواثيق. في هذا الاطار يشاركني الرأي وزير العدل الفلسطيني حين قال: « يجب إعادة النظر في اتفاق أوسلو لكن لا نستطيع نحن منظمة التحرير بمفردنا تقرير ذلك، يجب ان يتم ذلك الامر من خلال جامعة الدول العربية والمنظمات الإقليمية، لكن الرد على سعادة وزير العدل الفلسطيني هل استشيرت الجامعة العربية في توقيع اتفاق اوسلو عام 1993 ام انه كان سرا ولم يعرف به أحد بما في ذلك منظمات العمل الفلسطيني قبل ان تعلنه حركة فتح الميمونة ؟ (3) في الأيام القادمة سيلتقي القادة العرب في قمة الرياض وسيكون الرئيس بشار الأسد بينهم بعد قطيعة دامت اثني عشر عاما سبب القطيعة يعود الى ممارسة النظام الحاكم في دمشق ضد الشعب السوري والحق ان حال الشعب السوري لم يتبدل ان لم يكن في اسوأ ايامه، لكن لنا امل في الله ان يقدم الرئيس بشار الأسد في قمة الرياض مبادرة وطنية تجاه الشعب السوري الشقيق. في الجانب الاخر من قاعة اجتماع قمة الرياض سيقف السلطان محمود عباس زعيم السلطة الفلسطينية يناشد القادة العرب بمساعدة سلطته ماليا وان يمارس العرب المطبعون مع إسرائيل ضغوطا على إسرائيل وحلفائها الامريكان لكي يوقفوا عملية التوسع في المستوطنات ومنع العدوان على الشعب الفلسطيني، وازعم ان القادة العرب سيثيرون السؤال الهام بطريقة دبلوماسية او بأخرى وماذا قدمت السلطة العباسية لحماية شعبها. انها تقيم علاقات اقتصادية وأمنية منقطعة النظير وتعاون استخباراتي مع الكيان الإسرائيلي فهل تطلبون منا نحن الزعماء العرب ما لم تفعلوا انتم أصحاب سلطة رام الله العباسية ؟. (4) عندي انطباع بان قمة الرياض العربية ستكون قمة عمل لجمع الكلمة العربية وتوحيد الصفوف وانهاء الازمات البينية والانصراف نحو التعهد بتنفيذ المبادرات العربية في الشأن الفلسطيني التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية الأولى في القمة العربية في الرباط 1981م والثانية في قمة بيروت العربية 2002م والعمل على رفع الحصار عن قطاع غزة من قبل بعض الدول العربية الى جانب الوقوف صفا واحدا الى جانب الجيش الوطني السوداني ورفض تعدد المليشيات / الجيوش الغير حكومية في أي قُطر عربي، وعندي يقين بان القمة العربية ستقف الى جانب الأردن الشقيق في مواجهة تهريب المخدرات ان الأردن الشقيق يمثل الجبهة الامامية في الحرب على تهريب المخدرات عبر اراضيه الى أي قُطر عربي واخص بذلك دول مجلس التعاون الخليجي ومصر واليمن وفلسطين فانها دول مستهدفة من قبل أعداء الامة العربية. اخر القول: وفق الله المملكة العربية السعودية في جهودها للنهوض بهذه الامة من كبوتها الراهنة.