12 سبتمبر 2025
تسجيلها قد أتيت مرة أخرى، لولا فضل الله علينا ما بلغناك.. ها نحن نخاف من التقصير مرة أخرى، ها نحن نحاول مرة أخرى.. تالله لأذكر صغر حجمي وحجم أخوتي ولأذكر تلك الأيام التي خلونا بها على تلك السجادة، وأذكر الدموع التي انهمرت عليها وأذكر الأرض التي سجدنا عليها، والله لأذكر الدعوات التي دعوتك بها وأذكر وصايا أهلي، بأن أدعو لنفسي أولاً، ولكني فضلتكم عليّ في حينها.. نعم لعل استجابتها استغرقت وقتاً، وقتاً طويلاً وبعضها لم يتحقق حتى اليوم، ولكن القلب استجاب وتقبل وتشبع وعلم.. ها القلب اليوم غمر بالرضا وبالطمأنينة.. لأني كنت اختتم دعواتي بسؤالك إياها.. ها القلب علم أنك لست تسمعه بليلة.. إنما تسمعه في كل جوف وفي كل ضيق وفي كل فرحة. أذكر الظل الذي كان يتخلخل من أطراف الباب ونحن ندعوك وندعوك، فتقشعر أجسامنا وتفز أرواحنا بعد سكينة غمرتنا في لحظة هدوء، والله لأذكر الغيرة التي كانت تغمرني إذا أطالوا السجود من بعدي، ولأذكر قبلة الرأس التي كنا نتلقاها حين ننتهي... أليست هذه بأعظم مكافأة دنيوية؟. علمت اليوم أن دعواتي كلها كانت تستجاب حالما أخرج من الغرفة.. اليوم يتعقد لساني حينما أدعوك، اليوم لا أتمسك إلا بدعاء الجبر والرضا ولا تشدني تلك الطلبات التي كنت أطلبها.. لسبب أجهله.. لربما الرضا أعمى البصيرة عن بعض الأمور.. اليوم أدعوك بأعظم الدعوات وأسألك أبقى وأخير الأسئلة، لنرى ماذا سأكتب هنا بعد مرور السنوات. طالبة في جامعة قطر