14 سبتمبر 2025
تسجيلاليوم هو رابع أيام عيد الفطر المبارك ولم أستطع فعلا معايدتكم لسببين أولهما حادثة أمي الصحية المفاجئة يوم الأربعاء الماضي والتي نجمت عن كسر مزدوج في كاحل قدمها اليسرى والثاني هو شعوري العميق بالحزن والأسف على أحداث القدس وغزة وسقوط عدد كبير من الشهداء لا سيما من الأطفال والذين كانوا ينازعون أحلامهم بين أن تتحقق أو لا في قضاء عيد فطر سعيد يلبسون فيه ثيابا جديدة ويأكلون من حلوى العيد ويشاطرون أقرانهم لعبهم ووقتهم، ولعل السبب الثاني هو فعلا ما هون علي السبب الأول ربما لأنني قارنت بصورة محسومة بين ما يمكن أن تتلقاه والدتي هنا من عناية عاجلة وإسعاف سريع وعلاج حاسم ومتابعة منتظمة وبين ما يفتقر له أهل غزة والقدس من كل هذا فالحمد لله دائما وأبدا على كل حال كان خيرا أم شرا مكتوبا لنا جميعا. ورغم أن العيد يأتي لنا في ظروف مغايرة عن كل عام نظرا للأوضاع المتقلبة وغير المستقرة بفضل فيروس كوفيد - 19 والذي غير ملامح هذا العالم وحصد ملايين الأرواح وأصاب أضعافهم إلا أننا كأمة عربية مسلمة وأخرى إسلامية تشاركنا الدين الواحد كان العيد بالنسبة لنا هذه المرة متشحا بالسواد الذي يتخلله لون أحمر قان يتمثل في أحداث فلسطين الأليمة التي كانت كفيلة بأن تجعل العالم بأسره تتجه أنظاره لها بين مستنكر وهم الأغلبية وبين مؤيد ينظر بعين عوراء تفتقر لأقل درجة الإبصار النموذجية تاركا هذا العالم كله ما يمكن أن يشغله وسط اهتماماته الكبيرة بالقضاء على فيروس كورونا القاتل وينشغل فعليا بمظاهر الدم ومشاهد القتل لآلة الحرب الإسرائيلية وهي تستنزف من الأرواح الفلسطينية ولا تترك صغيرا ولا كبيرا ولا امرأة ولا رجلا أو شابا وشيخا إلا اقتلعت جذوره من هذه الدنيا بأبشع الطرق التي نقلتها وسائل إعلام عالمية استطاعت أن تأخذ دور البطولة فعليا لأن عدساتها لم تستطع أن تجامل الباطل الذي يمثله هذا الكيان المجرم على حساب حق فلسطيني واضح ومتمسك بأرضه وحقوقه وشعبه وسيادته ووصايته التاريخية على مقدسات بلاده وأهمها المسجد الأقصى الذي يتعرض اليوم لانتهاكات - واعذروني على هذه الكلمة السطحية غير الجديرة بالمعنى - وإنما لاعتداءات صارخة ودموية وأعمال حرق وقتل تقشعر لها الأبدان إلا أبدان بعض الحكومات العربية للأسف التي لم يكن متفاجئا منها أن تخرج بردود أفعال هزيلة وهشة أمام أنهار الدم المسالة بالقرب من أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين تتضمن في الإعراب عن القلق من مشاهد ومظاهر ما أسمته بــ ( العنف ) وأخرى نبذ ( العنف ) وكأن كل ما يجري في دولة فلسطين هو في نظر بعض هذه الدول هو مجرد عنف متبادل بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني ودون إعطاء أفضلية بين الطرفين وترجيح كفة العنف على كفة الأخرى ومتخلية عن دورها العربي والمسلم الأصيل في وقوف المسلم بجانب المسلم والعربي بجانب العربي في هذه المحنة التي تعد أقوى اختبار لم تنجح فيه الحكومات العربية باستثناء الشعوب المخلصة والتي سئمت من الدور الحكومي العربي المتخاذل تجاه قضية العرب الأولى والتي يحاول بعض العرب طمسها من الدفاتر العربية ومن أذهان الشعوب، واعتبار أن قضية فلسطين قضية لا تعنيهم بالدرجة الأولى ويفضلون قضايا بلادهم التي تعد تافهة أمام ما يتعرض له شعب فلسطين وبالأخص قطاع غزة الذي لم يخضع ولم يركع ولم يخنع ولم يفزع ولم يُروَّع منذ أن أقام عليه الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2007 حصارا بهدف التجويع بالغذاء والدواء وفي المقابل تحركت القبائل والعشائر الأردنية بحافلات ومركبات على الحدود المشتركة لفزعة الشعب الأردني من النشامى استجابة لأصوات الاستغاثة الفلسطينية ومحاولات مجموعات من شعب لبنان العربي الأصيل والتي استطاع منها من يدخل للحدود الفلسطينية ليواجه نيران العدو الإسرائيلي ببسالة وبصدور عارية ولو استطاعت كل الشعوب العربية أن توحد وجهتها نحو فلسطين لما تراخت ولا كسلت، ولكن قاتل الله الحدود التي فرضها الاستعمار وعمقها العرب ونسوا معها أن فلسطين ليست مجرد قضية ولكنها حلبة لإثبات الرجولة التي فقدها بعض المطبعين في حين أثبتت نساء فلسطين أنهن عن ألف رجل، فالذكور كثيرون لكن لا يحسب منهم إلا رجالا قلة !. @[email protected] @ebtesam777