15 سبتمبر 2025

تسجيل

سبعون عاماً على النكبة وسنة على حصار قطر

16 مايو 2018

رغم مرارة الحصار علينا من الأشقاء الذين كنا نتطلع الى ان نشد بهم ازرنا في الخليج كله لمواجهة اي قوى تريد سلب إرادتنا نحن اهل الخليج العربي، وسلب ثرواتنا وقرارنا السياسي الخليجي "المأزوم". رغم الفرقة والمعاناة الأسرية التي يعانيها اهل الخليج العربي جراء هذا الحصار الظالم وغير المبرر، رغم ذلك واكثر إلا اننا لم ننس اهلنا في فلسطين " غزة " ومعاناتهم من الحصار الذي يفرضه عليهم النظام المصري الظالم (السيسي) وإسرائيل وسلطة رام الله. لم ننساهم رغم آلامنا الخليجية، ولن نتخلى عنهم كل ما استطعنا الوصول اليهم لنمدهم بالمال الضروري لحياتهم المدنية وسعادة أبنائهم للحصول على التعليم وخلق فرص عمل لهم. لن نتخلى عن الشعب الفلسطيني من اجل نيل حقوقه المشروعة وضمان مستقبل اجيال فلسطين من البحر إلى النهر. الحصار المضروب على قطر منذ الخامس من حزيران 2017 خلق لنا صعوبات الوصول الى بيت الله الحرام، لم نُمنع صراحة من اداء مناسك العمرة في الشهر الفضيل شهر رمضان الكريم بموجب مرسوم ملكي او قرار وزاري، إلا ان العقبات واللوائح الادارية والاجراءات واغلاق الحدود برا وجوا التي تفرض علينا تصل الى درجة المنع من اداء مناسك العمرة والحج. ان صعوبة اجراءات السفر الى الأراضي المقدسة مكة والمدينة تحد من قدرة الناس على السفر، الاجراءات الفندقية مثلا لا تقبل بطاقة الائتمان المصرفية ولا تقبل في معظم المحلات التجارية وهذا لا يكون إلا بموجب توجيهات رسمية قد تكون شفوية كي لا يكون هناك توثيق على ما يفعلون. فاذا كنا لا نستطيع الوصول الى بيت الله الحرام في يسر وسهولة، فأهلنا في غزة لن يستطيعوا الخروج من غزة الى اي جهة كانت في هذا الكون إلا بشق الانفس. (2) كما اشرت اعلاه، رغم همومنا وآلامنا من الحصار، إلا ان قضية العرب والمسلمين الاولى قضية فلسطين كانت وما برحت على جدول اهتماماتنا. في هذا الاطار عقد في الدوحة عاصمة دولة قطر مؤتمر بعنوان " سبعون عاما على نكبة فلسطين: الذاكرة والتاريخ "شارك فيه كوكبة من كبار أساتذة التاريخ في الوطن العربي الكبير، وقدموا بحوثا محكمة اكاديمياً غاية في الأهمية استطيع القول: انها محاولة لاعادة كتابة تاريخ القضية الفلسطينية بمنظور علمي يعتمد التوثيق واصالة الوثيقة والمخطوطة وذاكرة من بقي حيا من تلك الاجيال التي عاصرت تلك النكبة. حوارات ومناقشات بين اهل الفكر المهتمين بتاريخ النكبة انشغل بها المشاركون على امتداد ثلاثة ايام، كل ذلك يهدف الى تقديم قراءة موثقة لتاريخ القضية الفلسطينية للاجيال القادمة بعيدة عن العواطف والانفعال والمبالغة في القول والحدث. ومن هنا نقول "لا يموت حق وراءه مطالب". (3) مع قدوم شهر رمضان المبارك وخليجنا يعاني من حصار قطر من قبل الاشقاء إلا ان ابصارنا امتدت الى اهلنا في غزة ارض البطولة والصمود، وسارعت قيادتنا السياسية باصدار توجيهاتها السامية بصرف مبلغ 50 مليون ريال منحة طارئة الى اهلنا في غزة اي ما يقارب 14 مليون دولار لتغطية متطلبات قطاع الصحة والتعليم والاسكان والاحتياجات الغذائية، وتبرع سمو أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بتحمل تكلفة إفطار مليون صائم في غزة طيلة شهر رمضان المبارك. في جانب آخر، وفي الوقت الذي يتدافع فيه بعض دول الخليج العربي نحو اسرائيل توددا واسترضاء وصمتا على انتهاكات الصهاينة للمسجد الاقصى، اصدرت دولة قطر بالامس بيانا ادانت فيه اقتحام مستوطنين صهاينة للمسجد الاقصى، كان ذلك على اثر اقتحام 1620 صهيونيا للمسجد الاقصى وهو اكبر عدد يقتحم هذا المكان المقدس عند المسلمين منذ احتلال القدس عام 1967 كما تقول وكالات الانباء الاسرائيلية والفلسطينية، كما اعتقلت السلطات الاسرائيلية عددا من حراس بيت المقدس الذين حاولوا التصدي لاقتحام المستوطنين الحرم القدسي. (4) في الزمن العربي الرديء الذي اصبح بعض القيادات العربية يتسابقون على استرضاء اسرائيل ويرحبون بطريقة مباشرة وغير مباشرة بنقل السفارة الامريكية الى مدينة القدس وجعلها العاصمة الابدية لاسرائيل والقول بان اسرائيل لها الحق فى الدفاع عن نفسها دون اعطاء الحق للشعب الفلسطيني بالدفاع عن نفسه وارضه، نجد ان معظم يهود امريكا يعارضون نقل سفارة بلادهم (امريكا) للقدس. الكاتبة الإسرائيلية ياعيل فاتير كتبت في صحيفة يدعوت احرنوت الاسرائيلية "ان يهود امريكا يقفون ضد نقل السفارة الامريكية لمدينة القدس " المعروف ان ياعيل فاتير هي تشغل مديرة فرع اللجنة اليهودية الامريكية الداعمة لاسرائيل في امريكا (جي استريت) (الشرق 14/5) قالت ايضا " ان موقف الرئيس ترامب من اسرائيل ليس لارضاء الصوت اليهودي في بلاده، وانما من اجل الانجيليين والمسيحيين محبي المستوطنين، وعلى الاسرائيليين ان يفهموا ذلك " واكدت في مقالها المشار اليه " ان اعضاء الوفد الامريكي الذين يشاركون في الاحتفال بنقل السفارة الامريكية الى مدينة القدس كلهم من اليهود بانهم بهذا الوفد المكون من وزراء امريكان يهود وقامات امريكية يهودية اخرى يريدون اعطاء صبغة يهودية اضافية للادارة الامريكية الحالية، لكنهم في حضورهم المكثف قد يحدثون العكس دون ان يقصدوا. الغريب في أمر السلطة العباسية في رام الله راحت تطالب العالم بالاعتراف بان القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية الدفترية، بينما الاسرائيليون يعلنون ان مدينة القدس هي عاصمتهم وشتان بين المطلبين.  والحق ان من يرضى بتقسيم مدينة القدس سيرضى بازاحته الى خارج المدينة ومقدساتها بل الى خارج الضفة الغربية برمتها. آخر القول: عشرون عاما وغزة محاصرة من العرب وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، وقطر  تكمل عامها الأول تحت حصار الاعداء والاشقاء، فهل من نهاية لهذا الظلم الأسود؟.