10 سبتمبر 2025

تسجيل

ثقافة الحقد والحسد

16 مايو 2017

الثقافة هى مجموعة من السلوكيات والضوابط المتبعة وذلك لتقويم سلوك الفرد او المجتمع، وتتكون من خلال المعتقدات التى يحملها الفرد والثقافات المتنوعة والقرارات والافكار البناءة والايجابية او السلبية التى يتلقاها الفرد وتظهر من خلال سلوكياته وافعاله، ولذا فهى تحمل كل الاهتمام فى اطار منظومة اى مجتمع يأمل الاستقرار والتنمية المتكاملة وربما نتحدث اليوم عن انتشار الكثير من المصطلحات والعبارات التى انتشرت بين الاوساط العربية والخليجية فى ظل الانفتاح الثقافى والتكنولوجى الحالى وهى الحقد والحسد وربط كل صغيرة وكبيرة فى كل الحوارات الاجتماعية على المستوى الاسرى والمهنى والاجتماعى والمجتمعى بالحقد والحسد ورغم ارتفاع مستوى دخل الفرد الاقتصادى مقارنة فيما قبل الانفتاح وكانت الحياة بسيطة جدا ولم نكن نسمع سوى الرضا الداخلى والانسجام العاطفى والاجتماعى فى كافة العلاقات، والان ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعى والتكنولوجى وسوء الاستخدام لها ورصد كل صغيرة وكبيرة فى حياتنا الاجتماعية والخاصة عبر وسائل الاتصال والتواصل من المناسبات والمطاعم والسفر للخارج والسكن الفاخر وعرضها للجميع، وعندما يتعرض الشخص لاى نكبات نتيجة الفيلم الرائع الذى قدمه عن حياته الشخصية فيفسره بأن كل ما حدث له بسبب عين فلان وفلانة، ومن زواية اخرى التباهى والاستهلاك فى المناسبات والزيارات بصورة اصبحت شبه مرضية من اجل الظهور الاجتماعى ولفت الانتباه للاخرين وليس من اجل السعادة الداخلية والمناسبة نفسها بقدر ما هى إلا لفت الانتباه، فلانة اقامت مناسبة بقيمة كذا لابد وان اقيم مناسبة عندى افخم منها وانا لست اقل منها وربما يلجأ الكثير للديون البنكية من اجل الظهور والكثير يتضارب من الافضل عبر وسائل التواصل التكنولوجى واهمها السناب شات الذى اعتبره نقمة اجتماعية لسوء استخدامه الحقيقى من قبل البعض بدلا من أن نحسن استخدامه بالصورة المثمرة فى نشر الاخلاق او العلم والارتقاء فكريا وثقافيا بأنفسنا ومجتمعاتنا حتى نصل للنكبات والمصائب بسبب الحقد والحسد ونخرج من كل ذلك بكم كبير من الكراهية والحقد والحسد بين الاخوان والاخوات والزملاء فى العمل وانتقلنا الى علاقات اجتماعية مشتتة ومفككة وكل ذلك بسبب غياب الوعى الثقافى الحقيقى لقيمة فكر الانسان وقيمته الانسانية والاجتماعية والاخلاقية، ولا يغفل علينا الغياب الدينى وعيون الكثير ممن حولنا فى زيادة نسبة الحسد على ما يمتلكه الاخرون من نعمة المال او العلم او الجمال والمناصب وما غيرها، ويصاب الاخرون بسبب عدم ذكر الله بالكثير من الامراض العضوية والنفسية بسبب الحسد وبتميز فلانة او غيرها عنها بمزايا لم تمتلكها هى الاخرى وربما اطاح الحسد بالكثير من اهل القبور وغيرها من القصص التى نسمعها من خلال المشايخ ومجالس العلم والاوساط الاجتماعية بيننا فى العائلة او المجتمع وكلها تدور بسبب الغياب والبعد الحقيقى عن الدين والوعى الثقافى بالارتقاء بأنفسنا للافضل والمنافسة على العلم وتنمية الذات والفكر والثقافة للنهوض بأنفسنا ومجتمعاتنا للافضل وذلك يتطلب الوعى الشخصى والثقافى وتكاتف كافة الجهود الدينية والاجتماعية والثقافية لتسليط الاضواء على كافة الزوايا لمفهوم الحقد والحسد وكيفية مقاومته بالدين والاصلاح الداخلى للفرد وتعزيز القيم الايجابية والاسوة الحسنة من العلماء والمثقفين والاجداد وغيرها.