13 سبتمبر 2025
تسجيلعانت أمتنا العربية والإسلامية خلال عقود طويلة ومازالت من الضعف والفُرقة، حتى أصبحت أشبه بـ (كهلٍ) أنهكته الأمراض وأصبح عاجزاً حتى عن القيام بخدمة نفسه!! أُمةٌ تكالبت عليها الأمم ونُهبت ثرواتها واستُعبِدت شعوبها ونخرت في عظامها الذلة والمهانة، حتى أصبحت عالةً على نفسها قبل أن تكون عالةً على غيرها، كل هذه الأمور تحدث لها دونما أي حراك من قبل شعوبها علها تعيد هيبتها التي كانت في سالف أزماننا حديث العالم بأسره. عندما استيقظت هذه الشعوب من غفلتها وتحرك الواعز الديني لديها في ضوء ما يحدث على الأرض من استباحةٍ للحرمات والمقدسات وسفكٍ لدماء الأبرياء، أصبحت هناك مقاومة ومجابهةً حقيقية لكل صور الظلم الذي تتعرض له الأمة من خلال رد كيد الأعداء الذين يصولون ويجولون في أراضينا الشاسعة ويحكّمون أذنابهم لـِيخفوا جرائمهم التي يقترفونها ليل نهار!! من هنا كان لا سبيل لهؤلاء الطغاة المحتلين إلا أن يسمّموا عقول الناس باختراعهم لمصطلح "الإرهاب" ويوهموهم بأن هؤلاء المسلمين الذين يُدافعون عن أنفسهم ليسوا سوى إرهابيين يريدون أن يقع العالم بأسره تحت قبضتهم، ووظفوا كل السبل المتاحة لنشر هذه الترهات حتى يُغطوا بها على جرائهم التي يقترفونها ليس بحق المسلمين فقط وانما بحق كل إنسان حر يؤمن بحرمة سفك الدماء وبأنه يجب احترام الإنسان بإعطائه حريته التامة دون أي نقصان. وللأسف أصبح رائجاً لدى العالم بأجمعه أن وصف "إرهابي" مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالهوية الإسلامية، وكأن المسلم وحده فقط من له الحق أن ينال هذه الدرجة وبامتياز مع مرتبة الشرف!! الغرب الذي روّج لهذا المسمى وساهم مع المنظمات الداعمة للصهيونية في نشره عن طريق وسائل الإعلام العالمية المؤثرة لم تعد تجدى هذه الطريقة معه في التأثير على عقول البشر لا سيما ونحن نعيش هذا التطور التكنولوجي والتقني الذي يُظهر الأحداث على حقيقتها دون أي تشويه أو تزييف. فالعالم كله رأى وشاهد منذ أكثر من عقد حقيقة الأمر كله والذي تجسد من خلال حملة ظالمة على العراق وأفغانستان، قُتل بسببها ملايين البشر تحت ذرائع واهية وكلها تقع تحت مسمى "محاربة الإرهاب"!! وكأن قتل الأبرياء وتهجير من تبقى منهم أحياءً ليس بإرهاب، وسجن وتعذيب الرجال والنساء وممارسة أعتى صور التنكيل ليس بإرهاب، وتدمير كل صور الحياة ونهب الثروات في وضح النهار ليس بإرهاب. من المؤلم أن يتلاعب الغرب ويستخف بعقول البشر أجمع ليروجوا أكاذيبهم، التي تدور كلها حول أن المسلمين الذين يُدافعون عن أعراضهم وأراضيهم ومقدساتهم ليسوا سوى إرهابيين ولا يستحقون حتى العيش!! بينما الغرب هم الأبطال وهم الذين جاؤوا ليخلصوا هذه البلدان من مراتع الجهل والتخلف ليؤسسوا الديمقراطية التي يؤمنون بها!! والحقيقة أنهم ليسوا إلا سُرّاقاً للثروات ولا يدخلون أرضاً إلا فسقوا فيها ودمروا الحرث والنسل ولا يخرجون منها إلا وزرعوا الفتنة والشر "قاتلهم الله أنى يؤفكون". مصطلح "الإرهاب" و"الإرهابيين" للأسف روج له حتى بعض الحكام الجبابرة الذين يحكمون بعض البلدان العربية والإسلامية، ولعل أكثرهم ترديداً له من عصفت به الثورات العربية ومن تبقى منهم متمسكاً بها على جماجم أبناء شعبه كالطاغية بشار المدعوم من حلفائه من قوى الشر كروسيا وإيران وحزب الله وعصابات المالكي في العراق، الذين هم أيضا يرددون نفس الأسطوانة ويزيدون عليها بفضل طائفيتهم النتنة بمسمى "التكفيري"، ودماء أطفالنا في حمص وبانياس وكافة المدن السورية لم تنشف بعد من سكاكينهم التي وجهوها بتوجيه من أسيادهم في إيران.. وعندما يُجابه هذا التحالف المجرم والظلم والجبروت من قبل أبناء الأمة المخلصين فإنهم حينها سيدخلون ضمن قائمة "الإرهابيين التكفيريين"!! والحق كل الحق نجده في قرآننا الكريم في قول البارئ عزوجل (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ * وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) (60) الأنفال. فأمرَ الخالق عز وجل أن نُرهب كل كافر معتد أثيم، فما بالكم ونحن في حالنا التعيس هذا.. أليس حريا بنا أن نُرهب من قتل وسفك واحتل ونهب!! إذن إن كان هذا الأمر إرهاباً فهذا الإرهاب شرفٌ لنا. فاصلة أخيرة ما يحدث في أرض الشام من نُصرة لا مثيل لها من أخوة جاؤوا من كافة أقطار العالم لنجدة أخوتهم هو أكبر دليلٍ على أن أرض الشام لن يطول فيها عمر الشر والفتنة، فإذا كان الأعور الدجال وهو أعظم فتنة في الأرض سيكون مصرعه في الشام فكيف بمن قبله من الدجاجلة والجبابرة!!