24 سبتمبر 2025
تسجيلالمجال الانساني ليس موضوعاً للحقيقة، هو موضوع للتداول، الحقيقة مجالها الطبيعة والعلم الطبيعي وهي تخرج من المختبر، في الحياة الانسانية الحقائق نسبية، ومتغيرة وغير ثابتة ماعدا الموت الذي ينتهي اليه كل استقراء لا محالة، الصراع حول الحقيقة هو من سمات المجتمعات المتخلفة، بينما الاتفاق على الحقيقة مظهر من مظاهر المجتمعات المتحضرة، دعنا نجلس على طاولة مقهى صغير ونتفق على ما يجعل من وجودنا وجوداً فعالا ومنتجا هنا نحن نصنع حقيقة، دعنا نجتمع على ان الاختلاف مظهر اجتماعي ايجابي. ويزيد من ثراء المجتمع هنا نحن نصنع حقيقة، دعونا نتفق على ان الاديان ارسلها الله رحمة للعالمين، هنا نحن نحقق السلم الاجتماعي وهو حقيقة الحقائق الكبرى، يشير عالم الاجتماع الايطالي جياني فاتيمو، الى ان الحقيقة لا تتنزل كاملة وانما تتطور بتطور المجتمع ونضوج افراده بمعنى انها تأويل افراد المجتمع لوجودهم الاجتماعي، ما احوجنا الى ان نجتمع ونلتقي لنصنع حقائق وجودنا الانساني، كل منا يحمل جزءاً من الحقيقة، لكن لا احد منا يمتلك الحقيقة، حتى الحقيقة السماوية تتعدد بعدد فهومات كل من تنزلت عليهم، لا تبحث عنها في الخارج هي في داخلك، ابحث فقط عن شروط تحققها في الخارج ومع الاخرين ولا يتم ذلك الا عن طريق الجلوس والاتفاق حولها، فمجتمع التواصل هو المجتمع الذي تسكنه الحقيقة والقادر على تصريف طاقتها نحو البناء لا الهدم والتدمير.