11 سبتمبر 2025

تسجيل

أنتم أخطر من كورونا!

16 أبريل 2020

اسمحوا لي اليوم وقد بات الخميس مثل يوم الأحد لا فرق بعد أن خيم علينا وباء فيروس كورونا وأصبح الحجر المنزلي لزاما علينا وغير أمورا كثيرة في حياتنا لن تعود إلى ما كانت عليه حتى انفراج هذه الأزمة أن أكتب اليوم في الاكتشافات التي أخرجها لنا هذا الفيروس سواء على مستوى الدول أو على مستوى الأشخاص أنفسهم . كلنا يعلم بأن الفيروس جعل دول العالم بأسرها رهينة له وساوى الكبير بالصغير والعظمى بغيرها من الدول النامية وإن كنت أتحفظ على هذا الوصف الذي يطلقونه على دول الشرق الأوسط أو ما يقال لها بأنها دول العالم الثالث ومنهم نحن الدول العربية بأسرها ولكن في خضم معاركنا ضد هذا الوباء إلا أنه لم تستطع بعض الدول أن تتخلى عن عاداتها في تحميل الآخرين الذنب عوضا عن تحميل نفسها المسؤولية في تخاذلها عن اتخاذ الإجراءات المطلوبة للتصدي للفيروس مبكرا كما يفعل ترامب اليوم في رمي مسؤوليته التي تأخر بالقيام بها لإنقاذ بلاده من تداعيات هذا الفيروس على ظهر الصين وتوجيه اللوم الشديد لها تحت دعوى أنها تأخرت في تحذير العالم من خطر هذا الفيروس وأنها تعد منشأ هذا الفيروس والمصنعة له ولم يكتف ترامب بهذا اللوم بل تعداه إلى انتقاد منظمة الصحة العالمية وأنها ساندت الصين في أزمتها بينما لا تجد بلاده المساندة ذاتها وهدد بوقف المنح الأمريكية للمنظمة ما لم تعدل عن موقفها غير الحيادي رغم أن الاستخبارات الأمريكية أوضحت أنها كانت قد حذرت الرئيس من خطر تفشي وباء كورونا منذ أوائل شهر يناير / 2020 لكن على ما يبدو أن تجاهل ترامب هذه التحذيرات أوقع بلاده اليوم في شر إهماله لتتبوأ الولايات المتحدة دول العالم إصابة بفيروس كورونا بإصابات تصل إلى أكثر من نصف مليون حالة إصابة وسط شبه انهيار للمنظومة الصحية فيها مما دعا الرئيس الأمريكي للتهديد صراحة في استهداف أي دولة تسطو على أي مساعدات ومستلزمات طبية قادمة لبلاده لا سيما في توفير ملايين الكمامات لمواطنيه ودعاه أيضا في النهاية إلى إعلان حالة الطوارئ القصوى ورغم هذه التداعيات الخطيره في أمريكا إلا أن ترامب لم ينس اهتماماته وشغفه بلغة المال من ناحية أخرى فكان لأزمة النفط نصيب من هذا الاهتمام حيث مارس ضغوطه المعروفة وتحذيراته التي وصلت على ألسن بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي بالانتقام من السعودية بقيامهم على حد قولهم بالإضرار بالمنتجين الأمريكيين في الوقت الذي تقوم واشنطن بحمايتهم ولذا إن كان ترامب حتى الآن يفشل في وقف سيل الوفيات والإصابات الناتجة عن فيروس كوفيد 19 فهو بالتالي قد نجح نجاحا باهرا في إلزام الرياض بتخفيض إنتاجها من النفط لتخسر وحدها دون روسيا وتنازلت للمكسيك بحصصها ومع هذا فلا يبدو الكونجرس مهتما بنجاح ترامب في هذا الأمر لأنه على ما يبدو لا ينسى إساءة السعودية لهم ولا يهتم بما آل إليه الأمر وإن كان لصالحه وصالح دولته . من جهة أخرى لا تزال الهجمات السعودية على تركيا مستمرة سواء كان ذلك إعلاميا أو على مستوى المقربين من أصحاب السلطة هناك بشكل ما فقد قامت الحكومة هناك بحجب موقع وكالة الأناضول التركية الرسمية فيها تحت دعوى أنها تسيء للملكة بشكل أو بآخر بينما الواضح جدا أن الرياض جندت آلاف الحسابات الإعلامية المعروفة أو حتى ( الذبابية ) للهجوم على تركيا كما تفعل مع قطر بعد تحميل الدوحة مسؤولية انهيار المباحثات غير الرسمية التي بدأت بين الدولتين في أواخر عام 2019 وتوقفت في بداية شهر يناير 2020 ولذا إن كانت أزمة مثل أزمة كورونا لم تجمع العالم على قلب واحد فكيف لها أن تنجلي ما دام الطمع والحقد يقف حائلا عن إيجاد الحل ؟! ولنا لقاء آخر حول الموضوع نفسه يوما ما ! . [email protected] -