12 ديسمبر 2025

تسجيل

لا صُلح معهم ولا صلاح !

16 أبريل 2019

ما عاد هناك مجال للشك ! فنحن كنا عرضة لغزو بشع وشنيع ومنكر من السعودية والإمارات مع شن الحصار الجائر الذي نفذته حكومات الرياض وأبوظبي والمنامة على الدوحة في فجر يوم الخامس من يونيو من عام 2017 وهو أحد أيام شهر رمضان المبارك ونكاد نكمل السنتين منه ولا تزال المفاجآت تتوالى تباعاً وتوازيا مع هذا الحصار غير المبرر ضد قطر. ففي كتابها الجديد والذي نشرته حول صهر الرئيس الأمريكي (جاريد كوشنر) بعنوان: Kushner Inc كشفت الكاتبة والصحفية الأمريكية ( فيكي وورد ) أن الحصار الذي فُرض على قطر من قبل السعودية والإمارات لم يكن يقف عند هذه النقطة فقط بل إن قوات إماراتية وسعودية كانت محتشدة على الحدود مع قطر وتنتظر لحظة الصفر لشن غزو على أراضيها مستغلة عنصر المفاجأة الذي شكلها الحصار وأن مهمة كوشنر كانت تقع في إقناع الرئيس الأمريكي بشرعية الحصار على قطر ثم غزوها وكشفت ( وورد ) أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ريكس تيلرسون غضب جداً من محاولات كوشنر الجادة في شرعنة الحصار على قطر ثم غزوها من قبل الإمارات والسعودية وأخبره بأن تدخله في طيات هذه الأزمة قد يعرض مصالح الولايات المتحدة للخطر بعد أن خرج ترامب في اليوم الثاني للحصار يدعو الدوحة لوقف تمويل الإرهاب وهي تصريحات سرعان ما تراجع عنها الرئيس الأمريكي في الأيام التي تلت الأزمة!. إذن ما كانت تتلقفه الأخبار من هنا وهناك عن النية المبيتة لغزو قطر من قبل حكومتي السعودية والإمارات بات اليوم خبراً حقيقياً حسب مصادر مؤكدة من داخل ردهات الخارجية الأمريكية وقبلها ما أعلنه سمو أمير دولة الكويت في مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الأمريكي في واشنطن حينما صرح آنذاك بأنهم استطاعوا إيقاف نية التدخل العسكري في قطر وهذا ما مثل حينها إنجازاً للجهود الكويتية التي أعقبتها المبادرة الكويتية لحل الأزمة ودعمتها قطر بينما ماطلت دول الحصار في تقبلها وغردت خارج سربها رغم دعم دول أوروبية وأجنبية والولايات المتحدة نفسها لهذه المبادرة التي توقفت أمام عتبة التعنت السعودي والإماراتي من إنقاذ البيت الخليجي الواحد ولا تزال ولكن ماذا عن تلك النية التي سارت عليها أبوظبي ( أساس المؤامرات) والرياض ( التابعة الطامعة ) في الغزو العسكري على قطر ؟! كيف يمكن أن تسول لهما نفسهما الدنيئة لفعل هذا الأمر الشائن والخارج عن كل مبدأ أخوة وجيرة كنا نظن أنه يجمعنا بهم؟! ولم تعل أخبار هذا الغزو الذي لم يتحقق بفضل من الله كلما قلنا انه يمكن أن نسمو على أي خلاف ونمد يد الصلح والحوار ؟! لم تعد سيرة الغزو الفظيع للظهور مجدداً في كل مرة نحاول فيه أن نستبعد أن هذا الأمر كان يمكنه أن يتحقق لولا أن أعماهم الله عنا وعن قيادتنا وبلادنا وأرضنا وشعبنا وأرواحنا وثرواتنا واقتصادنا وكرامتنا وخطوط الطول والعرض الخاصة بنا ؟! أي غزو تأتين يا ( فيكي ) لتخبرينا به اليوم ونحن الذين ننتظر مرور عامين على غدرهم وحصارهم الذين فشلوا فيه فشلاً ذريعاً مريعاً ؟! وأين جماعة الصلح خير الذين ( يتنططون ) بين حساباتنا في تويتر فسكاتنا بينما لم يفكروا لحظة في اقتحام حسابات مرتزقة دول الحصار والذين لم يتركوا عرضاً ولا أرضاً ولا رمزا ولا قيادة ولا امرأة ولا رجلا في قطر إلا تلقفوه بالقذف والشتيمة والسب والعبارات النابية المخجلة ؟! لا يا هؤلاء ما بات مشكوكاً فيه بالأمس هو اليوم حقيقة وواقع وهو أن قطر لن تتوقف أطماعهم فيها حتى يصلوا لمبتغاهم وبإذن الله ستنتحر كل أطماعهم على أسوار الثبات القطري الذي يدمر كل أمانيهم في كل مرة بالتفاف الشعب مع القيادة وأن ما يحلمون به هو كابوس سيتكرر معهم في كل مرة يجرؤون فيها على النظر صوب قطر وأميرها وشعبها فرداً.. فرداً. فاصلة أخيرة: الروح فداء قطر فليس لدي أغلى منها ورب الكعبة. [email protected]