23 سبتمبر 2025

تسجيل

مؤتمر القمة.. والتحالفات المشبوهة

16 أبريل 2018

بالأمس 15 إبريل تم انعقاد مؤتمر القمة العربية في دورتها 29 في الظهران ، باهتمام الكثير من قادة الدول العربية ، لمناقشة ملفات هامة على المستوى العربي والإسلامي القضية الفلسطينية والأزمة السورية والليبية واليمنية والتدخلات الإقليمية ومكافحة الارهاب. لكن أين الأزمة الخليجية ، وأين مناقشة الحصار الجائر على دولة قطر ،!! لماذا لم يأخذان حيزا من الاهتمام في الملفات المطروحة للمناقشة ووضع الحلول. !!! وهاهي بعد شهر سيكتمل العام على الحصار ، ولم تتحرك الأزمة قيد أنملة من الحوار والنقاش ، بالرغم من المعرفة الخليجية والدولية بالدسائس التي سبقت الحصار ، والتي رسمت في الأذهان أساليب الخيانة والخداع والمكر في الواقع الخليّجي لم يتوقع من أشقاء يربطهم وحدة الجغرافيا والتاريخ والنسب ،،  وليس أدلّ على ماحدث من تواد وسلام وعناق في القمة التي عقدت في 5 مايو في الرياض والتي جمعت قادة دول مجلس التعاون ضد دولة قطر وأسفرت نتائجها عن خطة مبيتّة من المملكة العربية السعودية ، والإمارات والبحرين ومصر لحصار دولة قطر ، ، إنها خطة حميميّة من العناق والسلام والمجاملات في ظاهرها والتي تتطلبها البروتوكولات الرسمية للظهور الإعلاميّ بأحسن صوره ، مبطنّة بأحقر  ماتحمله الانسانية من نفاق وخداع وخيانة. وهذا ما أكده سموه في لقائه مع برنامج 60 دقيقة في إحدى القنوات الأمريكية "CBS " حين قال " إن الحصار كان صدمة،  كنّا قبل أسابيع نجتمع  سَوِيًّا  في صالة واحدة ، وكنا نناقش قضية الارهاب ، وتمويلها ، ولم تعبر من هذه الدول عن أيّ ملاحظات". …. من بيتّ للهجوم العسكري على قطر ، والا نقلاب ضد النظام ، وبمن تجاوز كل القوانين الدولية لخرق السيادة القطرية، بإعلام ضال، وأكاذيب ملفقة ، وبمن نصب مصيدته لرئيس الوزراء اللبناني وإجباره على الاستقالة ، وبمن دسّ العلماء وأصحاب الرأي والفكر ، والمال والجاه في السجون ، كيف يمكن الأمان ، وكيف تناقش الأزمة الخليجية. عقدت القمة في المملكة العربية السعودية المهددّة بصواريخ. الحوثي قي جميع أرجائها ، والتي منها انطلقت شرارة البدء بحصار قطر ، وبإيعاز من إمارة المؤمرات والفتن ، فكيف يجدى مناقشة وحلولا منها !! كيف يؤتمن جانب من خطط في ليل لإجتياح على دولة شقيقة  ، مهزلة سياسية وعبث سياسيّ، لم تغب عن الشعوب مكايدها ومؤامراتها ، رحم الله الشيخ الشعراوي حين سئُل عن السياسة، قال: " السياسة دَجَل ونفاق "، عدا أن هذا المؤتمر ونتائجه كما تبين لن يكون أفضل من المؤتمرات العربية السابقة ؛ إن لم يكن أسوأ منها خاصة وأن الوضع العربي في تدهور مستمر ، بسبب مغامرات طائشة من قادة هذه الدول ، التي حاصرت قطر ، ومعها زاد الوضع سوءا في اليمن وسوريا  وفلسطين لغياب الحاكم الرشيد الذي يفكر في مصلحة شعبه والشعوب العربية والاسلامية التي هي الأساس في قيام واستمرارية الدول وليست الأنظمة، ومن باب المسئولية والمحاسبة ، الآف القتلى والضحايا يتساقطون ضحية سياسات جائرة ،. أنظمة غافلة، لاتدرك ما يحاك ضدها  وضد إسلامها من مؤمرات ودسائس ، لزعزعة أمنها وتفكيك وتضعيف دولها ، ومحاربة دينها ، كما هي سوريا واليمن اليوم، والعراق بالأمس ، اشتدت أزمتها جميعا مع حصار قطر لاشعال المنطقة ، وفتحت المنافذ مامور جبهات أخرى خارجية دولية واقليمية للتدخل بخططها وأسلحتها. .... لذلك فإن أجندة القمة مثقلة عن سابقتها من القمم ، فالعقد العربي انفلت زمامه بأيد عربية وخطط عربية ، وأفكار عربية ، وأسلحة عربية   ومع - الأسف - السعودية الحاضنة الكبيرة التي كنا نأمل أن تقود السفينة العربية الاسلامية الى بر الأمان ، ولملمة جراحات شعوبها للمحافظة على الكيان العربي والإسلامي لمواجهة العواصف الغربية والصهيونية والطائفية، وأن هي تعيش اليوم في ضلال السياسة الحمقاء. …. بالامس عقدت القمة ، والتمثيل القطري كان حاضرا ، وتلك سياسة دولة قطر الحكيمة المتزنة، في ضرورة تلبية الدعوة المتزنة في ضرورة الحضور والمشاركة ، والتي اتخذت الحوار ديدنها مع بداية الحصار للحفاظ على الكيان الخليّجي من التصدع ، ولو أن هذه القمة  وكما هي التحليلات والتوقعات السياسية المُحتملة باستبعاد حل الأزمة الخليجية ، وفك الحصار ، وتبين ذلك مسبقا من خلال الاجتماع  الرباعي التشاوري الذي عقدته دول الحصار ، أنهم ماضون في ضلالهم وتعنتهم بالتمسك للمطالب التي فرضت على دولة قطر ، مع بداية الحصار، وهم يعلمون قبل غيرهم بأن المطالب المزعومة غير قابلة للتنفيذ ، لأنها تمس السيادة القطرية ،،،. نعتقد أن هذه القمة لاتكون بأفضل من غيرها ، متكررّة بقضاياها وعدم فاعليّة نتائجها، فهل ستجد القمة حلاّ للخلافات وفضاً للنزاعات السياسية بين الأنظمة العربية العربية ،!!أم حلاّ للقضاء على أخطبوط الفقر والجهل اللذين يلفان شعوب العالمين الاسلامي والعربي ، !!أم حلاً للفصائل اليمنية المتنازعة !! أم حلاً للقضية الفلسطينية التي باتت مهمشة في أجندة الأنظمة العربية ، خاصة بعد الركوع العربي ، والعلاقة الحميمية العربية الصهيونية، والمشاركة الاسرائيلية في  المحافل الرياضية والسياسية والتجارية. …. بقدر ما نأمل نجاح هذه القمة ، بقدر مانجد صعوبة في إيجاد حلول فعليّة واقعية للقضايا العربية والاسلامية ،، فالنفوس مثقلة ، والمصالح الذاتية هي سيدة الموقف ، لذلك فالشعوب لم تجد لها بنداً في جميع القمم العربية ، لأنها أصبحت كالخراف في مأدبة اللئام ، قمة فقط لتلميع بعض القيادات التي عاثت في الأرض فسادا من اليمن الى ليبيا مرورا بسوريا ، ولكن من يدفع ثمنها !! كما قال الشاعر محمود درويش في إحدى روائعه: ستنتهي الحرب،،، ويتصالح القادة .. وتبقى العجوز  تنتظر ولدها الشهيد .. وتلك الفتاة تنتظر زوجها  الخبيث .. وأولائك الأطفال  ينتظرون  والدهم البطل .. لا أعلم  من باع الوطن ..  ولكنني رأيت. من دفع الثمن ..