10 سبتمبر 2025

تسجيل

هل يجب أن ينام الطفل الرضيع بجوار أمه

16 أبريل 2016

من الطريف أن كثيرا من الأمهات يعربن عن خوفهن من أن ينام ألأطفال الرضع إلى جوارهن خشية أن يحدث مكروه لو تقلبت الأم على طفلها .. وتصل المخاوف بالبعض أن ذلك قد يتسبب فى موت الطفل .. وغالبا ما تكون هذه المخاوف لدى الأمهات اللاتى تزوجن فى سن صغيرة نسبيا وأنجبن طفلهن الأول بعد الزواج بفترة قد لا تتعدى شهور الحمل .. وفى الحقيقة فهذه قضية تستحق أن تنال منا بعض الإهتمام لما تشكله من أهمية آنية ومستقبلية فى حياة الأطفال . ويرى الكثير من علماء النفس أن نوم الطفل بجوار أمه يجعل نومها خفيفا فتستيقظ بمجرد أن يتأوه الطفل أو يصدر عنه أى صوت .. وعلى العكس من ذلك فقد تنام الأم التى لا ينام طفلها إلى جوارها نوما عميقا ولا تستيقظ ما لم يبك طفلها بكاء مريرا وهو الأمر الذى قد يشكل لحظات رعب فى حياة الرضيع بسبب كثرة العويل والصراخ .. وفى نفس الوقت فإن هذه اللحظات التى قد يراها بعض الناس بسيطة قد تكون سببا فى فقدان الثقة بالنفس .. ومن المعروف – كما يؤكد الأطباء وعلماء نفس النمو – أن التوتر الشديد يؤدى إلى إرتفاع كبير فى معدلات الكورتيزول والذى يؤثر بدوره على المنطقة أسفل قشرة المخ الأمر الذى قد يكون فى أغلب الأحيان سببا فى حدوث إضطراب فى كيمياء الجهاز العصبى .. ومكمن الخطورة فى هذه الحالات أن الطفل سوف يتعود على التوتر الذى سيلازمه بقية عمره ويكون التخلص منه أو الشفاء من الصعوبة بمكان حيث سيصبح من السمات الشخصية الملازمة له فى سنوات عمره المستقبلية . وفى مرحلة الرضاعة أيضا والتى من المعروف أن مدتها عامان تؤكد الدراسات الحديثة فى الجامعات الأمريكية أن نوم الأطفال بمفردهم – وليس بجوار أمهاتهم – يعرض قلوبهم للإجهاد ثلاث مرات ضعف النوم فى أحضان الأمهات حيث سيكون النوم متقطعا ويكون ذلك سبب صعوبة الرابط بين الطفل وأمه وهو ما سوف يضر بنمو الأدمغة ويكون سببا مؤكدا فى السلوك السئ خلال فترة النمو .. فضلا عن كون ذلك مصدرا للإضطرابات النفسية فى مرحلة الطفولة ومدعاة للإضطرابات الإجتماعية فيما بعد . وتأسيسا على ما سبق فإننا ننصح – للنمو الأمثل – أن ينام الرضيع فى حضن أمه خاصة فى الأسابيع الأولى من عمره .. وأن يكون فى نفس الغرفة التى تنام فيها الأم فى فراش منفصل .. ويوجد الآن الكثير من أنواع الأسرة المصممة لهذا الغرض .. وأن يستمر هذا الوضع عامين على الأقل وهو موعد إنتهاء فترة الرضاعة كما أسلفنا .. وبعد هذه الفترة سيكون للطفل كينونة وإستقلالية .. كما سيكون ذلك تمهيدا لسهولة التفريق بين الذكور والإناث .. ولكن ذلك موضوع آخر سنتناوله فى مقال منفصل . وإلى موضوع جديد ومقالنا القادم بحول الله .