27 أكتوبر 2025
تسجيلتلعب مراكز الدراسات الاستراتيجية دوراً بارزاً من خلال وضع الخيارات والافتراضات والاقتراحات والحلول أمام صاحب القرار بالاضافة الى تأهيل وتدريب وتخريج الخبرات الاستراتيجية المستقبلية للعمل في تلك المراكز أو غيرها من القطاعات التي تحتاج إلى ذوي الخبرة والكفاءة والدراية بمعطيات العصر ومتغيراته .. ووسط هذا الطوفان الجارف من عدم الاستقرار الأمني الإقليمي والاقتصادي العالمي تقوم مراكز الدراسات الاستراتيجية بدور بارز تؤكد مهامها كمراكز فكر، للوقوف على الدروس المستفادة من مسائل حل الصراعات وتحقيق الاستقرار. وجود مركز أو مراكز للدراسات الاستراتيجية امر مهم في إعداد استراتيجيات اقتصادية وأمنية وسياسية ، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وهذه تحتاج إلى رؤية واضحة تحددها دراسات استراتيجية مرنة قابلة للمد والجزر حسب متطلبات المرحلة ، ومركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة القطرية يمكن ان يأخذ زمام المبادرة في الوضع الخليجي الراهن ويدعو الى عقد ندوة تتناول الوضع الراهن والاثار المترتبة عليه خليجيا وعربيا ودوليا وبحث تداعيات الازمة من واقع ما تقوم به القوات السعودية بمشاركة الدول الخليجية وبعض الدول العربية ويحظى بدعم دولي، في عملية عسكرية سميت "عاصفة الحزم". هذا الموقف العربي اختفى في أحداث جسام عصفت ولا تزال تعصف بالمنطقة العربية كالأزمة في ليبيا وتونس وسوريا والعراق ومصر. مركز الدراسات القطري يمكن ان يدعو الى هذه الندوة المطلوبة بالحاح في هذه المرحلة وينطلق من قرار القمة العربية بنسختها الـ26 التي دعت إلى تشكيل قوة عربية مشتركة تتدخل عسكريا لمواجهة أي تهديد يواجه الأمن العربي ومن هنا يمكن سبر اغوار الازمة وما سوف تؤول اليه وهو ما يدعو الى طرح تساؤل منطقي للمناقشة مثل: كيف تنظر للموقف العربي من أزمة اليمن؟ وهل تراه موقفا عارضا سيزول بانتهاء الأزمة وعودة الشرعية؟ أم إنه خطوة تؤسس لسياسة عربية جديدة؟ وهل تراه صحوة وإدراكا لخطورة التهديد الذي يحدق بالمنطقة بسبب مخططات الهيمنة الإيرانية؟ وما الدوافع الحقيقية إلى تشكيل قوة عربية مشتركة؟ وهل يمكن لهذه القوة أن تصمد أمام الخلافات العربية ؟ "التحولات الجديدة في النظام الدولي وانعكاساتها على منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي" هو عنوان آخر ندوة اقامها مركز الدراسات الاستراتيجية التابع للقوات المسلحة القطرية في مؤتمره السنوي في الدوحة في نوفمبر العام الماضي والذي فرضه الوضع الذي تموج به منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص من صراعات سياسية معقدة وأخرى محتملة.سعادة اللواء الركن سند علي النعيمي مدير المركز قال في كلمة افتتاح الندوة "لا أحد يستطيع إنكار أهميّة مراكز الدراسات الاستراتيجية، والتي من خلالها يمكن دراسة وتحليل المشكلات المحيطة بمجتمعنا، وتوقع مصادر التهديد لأمن مواطنينا. هذا الدور المهم لا يمكن إنجازه دون التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والمعلومات بين كل المراكز المعنية بالفكر والتحليل سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي". تبني مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة القطرية لفكرة عقد ندوة حول الوضع الراهن سوف يعزز المكاسب كونه معني عناية كبرى بالاستراتيجيات وتشكل نافذة وعيناً بصيرة تسابق الزمن، وتتناغم مع المستجدات عند وضع التصورات والاحتمالات والحلول،،، وسلامتكم