11 سبتمبر 2025
تسجيلكنت قد كتبت مقالا عن الفيسبوك بإعتباره أفضل وسائل التواصل الإجتماعى الحديثة تحت عنوان " ليس دفاعا عن الفيسبوك " .. ذكرت فيه مميزات أن يكون للإنسان صفحة على الفيسبوك حيث يتيح له ذلك روابط عدة منها ما هو إعلامى وخبرى .. ومنها الروابط الإجتماعية والإنسانية .. فضلا عن الروابط المعلوماتية بطبيعة الحال. ولكننى هنا لا أرغب فى أن أعيد ما سبق أن كتبته فى مقالنا المذكور آنفا والذى يمكن الرجوع إليه بسهولة وإسترجاع ما فيه من مميزات الفيسبوك فى إفساح المجال أمام التعبير عن الرأى وإحتواء فكرة الرأى والرأى الآخر .. وكذا كشف المواهب الإبداعية فى هذا النطاق الكبير .. ولكننى هنا أتحدث عن اللغة التى يكتب بها البعض على الفيسبوك وغيره طبعا من مواقع التواصل الإجتماعى على شبكة الإنترنت والذى يمتد حتى التليفونات المحمولة الحديثة والتى تملك كل إمكانيات أجهزة الكمبيوتر الحديثة ولا أكون مغاليا إن قلت أنها تفوقها فى بعض الأحيان .. تلك اللغة التى تُكتب بحروف ( أو أرقام ) إنجليزية وتنطق لتحمل مدلولات أو أفكار عربية .. وتكون هذه الأفكار إنجليزية فى أحيان أخرى .. وقد يكون الأمر دمجا بين اللغتين فى أحيان ثالثة .. مما يجعلنا نقول إنها تكاد تكون هجينا بين اللغتين – غير متجانس بطبيعة الحال – فى المعانى وطريقة الكتابة . وهنا قد يقول قائل .. وما سر غضبك يا سيدى ؟ ألم يكن هناك فى الماضى لغة " الفرانكو آراب " ولم تلق كل هذا الهجوم ؟ .. وردى عليه فى منتهى البساطة .. أن ما يسمى " الفرانكو آراب " هذه ليست لغة ولكنها إتجاه ظهر فى الماضى – وأنا لست مخولا للدفاع عنه – ولكننى أكتب فقط لتوضيح الفرق فقد يساعد ذلك فيما نحن بصدد الكتابة عنه .. مع الأخذ فى الإعتبار أننى لا أشجع هذا الإتجاه فى الكتابة والذى يعتمد على إدخال كلمات أجنبية إنجليزية فى معظم الأحيان .. وفرنسية فى أحيان أخرى .. ويكون ذلك على سبيل التفاخر بمعرفة لغات أجنبية .. وللتوضيح العلمى أو اللغوى فى أحيان أخرى وإن كانت قليلة أو محدودة .. وهى كما ترون أعزائى القراء لا تتماشى مع شخصية كاتب هذه السطور كما عرفتموه . تأسيسا على ذلك نحب أن نؤكد على الحقائق التالية : - اللغة المستخدمة على مواقع التواصل الإجتماعى والمحمول ليست تقليدا لموجة " الفرانكو آراب " التى تحدثنا عنها وإن كان هناك وجه للشبه بينهما . - يمكن لنا أن نعتبر الأجيال الجديدة من المحظوظين لوجودهم فى عصر التكنولوجيا منذ نعومة أظافرهم . - يستطيع أى إنسان أن ينشر ما يشاء من أفكار أو آراء بمجرد كتابتها على جهاز الكمبيوتر أو حتى التليفون المحمول وبضغطة من يده ستجوب عباراته العالم كله بفضائه الفسيح بغض النظر عن مدى صحة ما كتبه هذا الشخص من آراء أو أفكار ولا حتى مدى صحة اللغة التى كُتبت بها .. ولا بأى لغة أو خليط من اللغات قد دونت .. وهنا مكمن الخطورة. - وسائل التكنولوجيا بدأت تفرض نفسها على الجميع .. يعنى ليس الأجيال الجديدة فقط بل إن الأمر يمتد ليشمل الجميع بما فى ذلك كبار السن " بإعتبارهم من مستخدمى الهواتف المحمولة فى أضعف الحالات". - اليسر فى تداول المعلومات والأخبار والأفكار يشمل جميع مستخدمى هذه التكنولوجيا . - معنى ذلك شيوع فوائد وإيجابيات مواقع التواصل الإجتماعى مما يعنى أيضا شمول الجميع بالسلبيات حتى ولو كان بعضهم لا يرى ذلك بنفسه . - هذه الثقافة بدأت تفرض نفسها علينا " الجميع كما ذكرنا " . - وهى – من خلال تلك اللغة الهجينية – لا شك بدأت تؤثر على لغتنا الأم بكل قدسيتها وجلالها .. والتى نزل القرآن الكريم بها . يجب علينا الإنتباه إلى هذا الخطر الداهم من خلال معرفتنا بمغزى الإتجاه إلى هذا النهج الجديد وسبب اللجوء إلى التعبير من خلاله .. وبهذا يمكننا الوصول إلى معالجة الأمر بالطرق العلمية وبما يستحقه من إهتمام .. وسيكون هذا موضوع مقالنا القادم بحول الله.