12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); من منّا يحب الحروب؟ من منا تجذبه مشاهد القتل والتدمير؟من منا يستمتع برائحة الدم؟ ومن منا يتلذذ بمشاهد التشريد والتهجير؟لم تكن دول الخليج العربي يوما ما طرفا معتديا في حرب، بالرغم من المليارات الضخمة التي تصرف على التسلح هنا! دولنا مجتمعة تمتلك ترسانة من الأسلحة والطائرات والصواريخ المتطورة التي تتفوق بها عسكريا على الكثير من الدول، مع ذلك؛ لم توظَّف يوما ما للتدمير أو للقتل، بل لم تُستخدم في أي حرب هجومية حتى هذا اليوم.عندما أقول هجومية، فأنا أعني بأنها لم تكن يوما ما معتدية على الآخر.يخطيء من يظن بأن "عاصفة الحزم" هي حرب هجومية ضد الحوثيين بسبب ما فعلوه في اليمن، من سرقة وتدمير واعتداء طال العرض والأرض.منذ انطلاق الثورة الإيرانية في 1979، وهي تنتهج تصدير العنف والقتل والإرهاب بغية تحقيق التمدد الفارسي في دولنا.هي من كانت تقوم بحروب هجومية عسكرية وسياسية وإعلامية، وصولا لاستهدافها هوية المنطقة، عبر طوابير خامسة بعضها ينشط في العلن، وأخرى كثيرة تعمل في السر والخفاء!طوال هذه العقود، ودولنا كانت نائمة عن مشروع يستهدف وجودها ويضرب مداميك بقائها. وبسبب أن إيران كانت تقود مشروعا واضح المعالم، فوجئنا بها وهي تسلم أفغانستان لأمريكا، ثم فوجئنا بها مرة أخرى وهي تسلّم العراق لأمريكا ثم تتسلمها منها!كنا نلوم دولنا لتخليها عن العراق، وكانت أبصارنا تُتخطّف نحو بيروت ونحن نراها تُستل من أحضان عروبتها وهويتها!مع ذلك؛ كانت دولنا تمارس لعبة "صمت القبور"، لذلك كانت إيران وطوال سنوات ما بعد خروج المحتل الأمريكي، تعبث بالعراق أرضا وشعبا وهوية وتطهيرا طائفيا مجرما!تعيّن من تشاء وتقتل من تشاء وتسجن من تشاء، حتى تلاشت الغالبية السنية الحقيقية هناك، وما عادت العراق هي العراق؟!لم نكد نفيق من هول صدمة الاحتلال الإيراني للعراق، إلا وكارثة سوريا كانت قد أطبقت على أنفاسنا!إيران أيضا كانت الحاضر وبقوة في ذلك المشهد جنودا وسلاحا وبالعلن، أما دولنا فقد كانت الغائب الأكبر عن المشهد، حيث كانت مكتفية بالتفرج وتقديم المعونات الإنسانية؟!في تلك الفترة أيضا، ظنت إيران أن أوان سقوط البحرين قد حان!صدقوا أنفسهم، ومكروا الليل والنهار لتحقيق ذلك الهدف، لكنهم تناسوا بأن قدَر الله غلاّب، وأن البحرين ودول الخليج عصيّة عليهم وعلى كل طامع بإذن الله.تعود الغفلة، لتصحو دولنا على مشروع انهيار عاصمتنا الرابعة صنعاء، حيث بلغت القلوب الحناجر.دولنا لم تهاجم، ولم تصدّر مشروعها، وربما كان هذا خطؤها الإستراتيجي؟!أتت انتفاضة التحالف الخليجي والعربي والإسلامي في العاصفة الأخيرة، لتوقف مدا وزحفا لم يستهدف عواصمنا فقط، ولكنه استهدف كل من يتسمى بعمر وعائشة، بل استهدف حتى الشيعة العرب، إما استهدافا مباشرا وإما توريطا في حروب كراهية وعنف، في دول تعايشوا فيها مع أهلها مئات السنين، إن لم يكن أكثر. اليوم نقول لدول التحالف، آن الأوان لبدء الحروب الهجومية، فيكفينا الحروب الدفاعية التي لا تأتي إلا كردات فعل لهزيمتنا هنا أو هناك.ليست حروب القتل والتدمير، ولكنها حروب استعادة هيبة الحدود والوجود والهوية.لم يعد الصمت عن الطوابير الفاجرة في دولنا مقبولا لا في الكويت ولا في البحرين ولا في السعودية ولا في غيرها من دول المنظومة الخليجية. ولّى زمان المطالبة باتحاد كونفدرالي وغيره، فالوقت لم يعد يسمح بالتنظير ولا بالتشجيع ولا بالتهريج!حد السيف ارتقى إلى الرقبة، وما من بد لإنعاش فوري لمشروع حقيقي سياسي وإعلاميواقتصادي وعسكري، يرتبط بمنظومة إسلامية كبرى تحميه، يحفظ الحدود والوجود.مشروع يصالح المخلصين في الداخل، الذين إن اشتعلت المعارك لن يكونوا إلا في مقدمة الصفوف، وليس في آخرها أو المتخلفين عنها!تلك الرؤية وذلك الهدف، ولا يمكن قطف ثمار ما سبق، إلا إذا أزالت دولنا الغبش عن عيونها، وعرفت أصدقاءها من أعدائها.دولنا دعمت ووقفت مع المخلوع علي عبدالله صالح، ولم تأتنا طعنة الحوثيين في اليمن إلا منه؟!يكفينا (علي عبدالله صالح) واحد، ولا نريد أن نُطعن من أمثاله وهم كُثْر. آن الأوان لأن تتحرك منظومتنا الخليجية بحجمها وقوتها وبعدها الإستراتيجي، لا بحماية أمريكا ولا بتطميناتها، فيكفينا ما سقط من عواصمنا بسبب تواطئها وتآمرها علينا.