13 سبتمبر 2025
تسجيلتتزايد يوماً بعد يوم الفجوة بين الأغنياء والفقراء حول العالم، وذلك على الرغم من الجهود الدولية الرامية للعمل على تضييق هذه الفجوة، إلا أن أحدث تقارير البنك الدولي قد أكدت تزايد هذه الظاهرة وأرجعت السبب في ذلك إلى كثرة الكوارث الطبيعية المتنوعة من جفاف وفيضانات وعواصف وتصحر "وخاصة في الدول النامية" مما أدى إلى وجود أكثر من 1300 مليون شخص حول العالم يعيشون تحت خط الفقر أي يقل دخل الفرد فيهم عن 1.25 دولار يومياً، ومن بينهم حوالي 350 مليون شخص في حوالي خمسين دولة في حالة فقر مدقع.كما أشارت أحدث التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة أن أغنى من 1% من سكان العالم يمتلكون حوالي 40% من الأصول العالمية، فيما لا يمتلك أكثر من 50% من القابعين في القاع سوى 1% فقط من تلك الأصول، وأكد التقرير كذلك أن ما يزيد على 75% من سكان العالم والمتمركزين في الدول النامية يعيشون في مجتمعات يتم فيها توزيع الدخل حالياً بصورة أكثر سوءًا عما كانت عليه في تسعينات القرن الماضي.وفي ظل هذه الظروف الصعبة أصدرت مجلة فوربس العالمية تقريرها السنوي الذى ينشر للعام السابع والعشرين على التوالي، وهو التقرير المعنى برصد أغنى أغنياء العالم، وتضمن تقرير عام 2013 قائمة بعدد 1426 مليارديرا يملكون نحو 5.5 تريليون دولار وينتمون إلى 42 دولة حول العالم من بينها المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت ومصر والمغرب، وهو رقم يزيد على أرصدة الثروات المعلنة بالعام السابق بحوالي 17% والتي بلغت 4.6 تريليون دولار، كما أظهرت القائمة كذلك زيادة بأعداد مليارديرات هذا العام عن العام السابق بنحو 210 مليارديرات إضافية.هذا وبلغت ثروات أغنى عشر شخصيات على مستوى العالم حوالي 451.1 مليار دولار، وجاء في المرتبة الأولى "وفق قائمة مجلة فوربس" كأغنى أغنياء العالم الذين يشترط أن تتجاوز ثرواتهم الشخصية المليار دولار، رجل الأعمال المكسيكي الجنسية واللبناني الأصل كارلوس سليم الحلو بثروة قدرها 73 مليار دولار أمريكي والذي تتركز أنشطته على مجال الاتصالات وشبكات الهاتف الجوال، وحل رجل الأعمال الشهير بيل جيتس رئيس مايكروسوفت في المرتبة الثانية بثروة بلغت 67 مليار دولار.ووفقاً لقائمة مجلة فوربس لهذا العام فقد بلغ عدد المليارديرات الصينيين نحو 168 مليارديرا بزيادة خمسة وخمسين مليارديرا جديدا عن العدد المسجل بقائمة العام الماضي والبالغ 113 مليارديرا،بما أكد أن الصين تعد واحدة من أسرع الدول نمواً في عدد المليارديرات حول العالم. وأظهرت المجلة بأن أغنى أغنياء الصين والذي حل في المرتبة الأولى على المستوى الصيني "وانج جيان لين" الذي يرأس مجموعة "داليان واندا" بثروة مقدارها 14.1 مليار دولار أمريكي أي حوالي 86 مليار يوان صيني وهو يعمل في مجال العقارات وصناعة الترفيه المحلية والعالمية.وجاء بالمرتبة الثانية بقائمة مجلة فوربس "النسخة الصينية" تسونج تشينج هو الذي يعمل رئيساً تنفيذياً لشركة "واهاها " الشهيرة للمشروبات بثروة بلغت 11.1 مليار دولار أي ما يعادل نحو 68.3 مليار يوان صيني وقد كان يحتل المرتبة الأولى صينياً في تصنيف المجلة بالعام الماضي .. وحل لي يان هونج الرئيس التنفيذي لأكبر محرك بحث في الصين "بايدو" في المركز الثالث، وذلك بفضل الاستخدام الكثيف للصينيين للهواتف الجوالة وشبكة الإنترنت.أما المرتبة الرابعة على مستوى مليارديرات الصين بقائمة مجلة فوربس لهذا العام فكانت من نصيب "لي خه جيون" الذي يشغل موقع الرئيس التنفيذي لشركة هانتنج المحدودة لألواح الطاقة الشمسية، وحل في المرتبة الخامسة بالقائمة "ماهواتنج الرئيس التنفيذي لشركة "تينسنت" ... كما أظهرت مجلة فوربس بلوغ ثروات أغنى 400 شخص بالصين إلى أكثر من 570 مليار دولار أمريكي "أي مايعادل حوالي 3.48 تريليون يوان" بارتفاع بلغ أكثر من 35% عن ثرواتهم المحققة في العام الماضي.هذا وقد أصدرت الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية تقريراً مهماً أوضح عن وجود تفاوت كبير في الدخول، وخاصة بين المناطق الحضرية والريفية، وأن الدخل السنوي للفرد في الأسر الأعلى دخلاً يزيد على عشرين ضعفا من دخل الفرد في الأسر الأقل دخلاً، كما أكد مكتب الإحصاء الوطني الصيني على أن مؤشر جيني المحلي الذي يقيس الفجوة بين الأغنياء والفراء والذي بلغ في العام الماضي نحو 0.48 في الوقت الذي يبلغ فيه المعيار العالمي ومعيار البنك الدولي نحو 0.4 فقط بما يعنى زيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء في الصين عن المعدلات والمعايير العالمية وأنه ما زال هناك الكثير من الإصلاحات التي يجب أن يقوم بها الاقتصاد الصيني لتحسين مستوى توزيع الدخول ومن ثم تضييق الفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء بالبلاد.