16 سبتمبر 2025

تسجيل

ثقافة ما بعد الستين

16 أبريل 2014

الثقافة في أي مجتمع من المجتمعات العربية والأجنبية هي نقطة الانطلاق الاولى التى تستطيع من خلالها تغيير العديد من المفاهيم والقيم الفردية والمجتمعية بأي مجتمع من المجتمعات التى نعيش بداخلها وتعالج الكثير من القضايا والمشكلات وكافة التحديات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتنموية التى تعرقل مسيرة أي درجة من درجات سلَّم التنمية التى تسمو لها اي دولة خاصة فى وقت تهدر المزيد من الملايين من ميزانيات الدولة فى مشاريع كبيرة والسبب الرئيسى لفشل هذه المشاريع وان كان على وجه الخصوص المشاريع الاجتماعية والتربوية لأنها لم تخطط هذه المشاريع ضمن منظومة الثقافة السائدة فى المجتمع حتى يتحقق ما تأمل إليه من إسترايجيات وخطط لابد من تحقيقها فى وقت قياسي. ولو ألقينا الضوء على الجانب التوعوى لدى العديد منا بالمجتمعات العربية والخليجية على وجه الخصوص لاتوجد لدينا ثقافة نفسية ولا اجتماعية ولا اقتصادية فى المرحلة العمرية ما بعد الستين من العمر وبالفعل إذا دار حوار ما بينك وبين العديد من كافة شرائح المجتمع بكافة فئاتها العمرية والتعليمية والمهنية ستجد نفس الاجابة وهى محصورة جدا وللغاية فى نطاق ضيق ويحمل فى مضمونه نظرة مأساوية للمستقبل تدعم من وسائل الاعلام من خلال مسلسلات الدراما والنظرة السائدة ان المسن ليس له أي دور فى المجتمع سوى ان نأخذ بركته فى الأسرة، أو نجده فى دار المسنين اذا كان ابناؤه عاقين فى بره مما يؤثر ويترك أثرا كبيراً على مدارك الوعي المجتمعي والاجيال الصاعدة على وجه الخصوص.ولو تطرقنا الى نظرة الاسرة العربية والخليجية تجاه كبير السن فتجدها فى نفس النطاق فيتعاملون وينقلون هذا الشعور داخل اجواء المنزل بين افراد العائلة أن كبير العائلة فى الغالب يجلس فى المجلس او فى المنزل ويتلقى هموم الابناء او يأخذون بركة وجوده حولهم وربما الرجوع اليه فى بعض القرارات المصيرية ومنها الصور المتداولة على مستوى الدولة كلها صورة تحمل الكآبة والعجز ونهاية الحياة ولكن لو تمت المقارنة بيننا وبين مسنى الغرب فى خططهم المستقبلية للمرحلة العمرية مابعد الستين سنجد فروقا جذرية فى الثقافة المتداولة لاستقبال المرحلة لما بعد الستين فى كل جوانبها استعدادا لها منذ الشباب من حيث الجوانب المادية فالكثير منهم أما لديه تأمين يكفله او لديه جزء من راتبه يدخره، من اجل السفر والتنزه من مكان لآخر وهذا هو الفرق بيننا وبينهم وهى الثقافة المنتشرة فى المجتمع فيما يتعلق بكل مرحلة من مراحل حياتهم وتكاد تكون اهمها الشيخوخة.لذا من خلال ماتم طرحه نتمنى من خلال كافة جهات الدولة ان تسعى جاهدة فى هذا الجانب سواء كانت جهات تربوية اواجتماعية او اعلامية ان تغير نظرتها بالكامل بصورة تدريجية بخط زمنى على مدار سنوات قادمة من خلال برامجها ومشاريعها وتسير فى اطار واحد بينها وبين المشاريع المتاحة والخطط التى سوف تضع من اجل هذه الفئات العمرية وحتى نستطيع نجاحها بصورة قوية لابد من تغيير ثقافة المجتمع وسوف تتغير مع الوقت من خلال العمل الجماعى لهذه الجهات ونستطيع ان نستقبل بعدها مرحلة مابعد الستين.