11 سبتمبر 2025
تسجيلالدراسة المسحية تبين مدى النظرة الإنسانية التي يملكها المواطن القطري في تربيته لأبنائه حيث بينت أن 73 ٪ من الآباء القطريين "نادراً" ما يضربون أطفالهم أو لا يضربونهم "أبداً". وهذه تبين مدى قناعة الآباء أن اسلوب الضرب أو القسوة لا يأتي بالنتيجة المرجوة، وأي تربية تعتمد على أسلوب فيه التسلط والقسوة تكون نتائجها سلبية جداً. فعندما نجد أن هناك سلوكيات خاطئة لدى الأبناء من كذب أو سرقة أو غش أو أمور غير صحية وغير سليمة مثل الرغبة بشراهة في الأكل والتأتأة والتبول اللاإرادي وضعف الثقة بالنفس... كل ذلك يدل على هذا الأسلوب الخاطئ من قبل المربين.الدراسة المسحية تؤكد أن هناك توافقا بين الأسلوب والسلوك فأسلوب الآباء بعدم استخدام الضرب كوسيلة لتربية الأبناء نتج عن ذلك أن السلوكيات الخاطئة مثل الكذب والغش لا تنطبق على أبنائهم بنسبة 68 ٪ وهذه لها دلالة واضحة أن الأسلوب الإنساني الذي يتم به التعامل مع الأبناء نتج عنه هذا السلوك الإيجابي لديهم.توجيهات تربوية تنسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما قال: "لاعبوهم سبعًا وأدبوهم سبعًا وصادقوهم سبعًا".فالطفل يحتاج سبع سنوات الأولى أن يلاعب ويحضن ويحب من قبل الآباء والأخوان والأهل فيغمر بالحب والحنان، وحتى تعليم الطفل يكون عن طريق اللعب، وبعد سبع سنوات من إعطاء الطفل الحنان والحب، فيتعلق الطفل بوالديه فينتقل الأب إلى السبع السنوات الأخرى وذلك بتأديب الطفل أي بتعليم الطفل الآداب والأخلاق الحميدة والسلوكيات الإيجابية وكيف يتحمل المسؤولية، بدون استخدام أي نوع من العقوبات حتى موضوع الصلاة فالنبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نذكر أبناءنا ونرشدهم للصلاة وهم أبناء سبع سنوات إلى سن العاشرة أي برنامج تدريبي مكثف لمدة ثلاث سنوات يحصل الطفل على أكثر من 5400 مرة توجيه للصلاة خلال الفترة الزمنية للتدريب وبأساليب متنوعة ومحببة عن الصلاة فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع».فتأمل تأثير هذا الاسلوب على تنشئة الطفل، ثم تتم مصادقة الطفل سبع سنوات فتكون متابعة ولكن من بعيد وبأسلوب الصديق أي بعيد كل البعد عن الأوامر.وهناك دراسة أجرتها اليونيسيف حول الوقت المخصص للأبناء من قبل الآباء والامهات والمقصود الوقت الذي يخصصه الأب لأبنائه لمناقشة أي موضوع غير الواجبات والأوامر أو توصيل الأبناء للمدارس أو المستشفيات... واجريت الدراسة على 120 دولة، بينت الدراسة أن أفضل دولة بين هذه الدول هي ايطاليا حيث يخصص الأب 16 دقيقة يوميا للأبناء أما الدول العربية فبينت الدراسة أن الأب يخصص نصف دقيقة يوميا فقط. هذه الدراسة تبين حاجة الأطفال إلى الجلوس معهم ومصاحبتهم وملاعبتهم.وهناك 15 أسلوباً سلبيا يقوم به الآباء وهي تلغي جميع وسائل التواصل وتقضي على الجوانب الإيجابية لدى الأطفال نذكر منها البعض:1 — الصراخ: فيلغي لغة التواصل بين الطرفين، ويدخل الطفل في حالة من الدفاع عن النفس. وآثارها السلبية أكثر من الضرب فتحدث في النفس روابط سلبية تدوم طوال حياته.2 — التأنيب واللوم: كثرة التأنيب واللوم تفكك الروابط والعلاقات وتقتل المشاعر الإيجابية.3 — الأوامر: فكثرة الأوامر بدون إقناع الطفل تحول الطفل إلى آلة وتلغي شخصية الطفل.4 — التهديدات: التهديدات لا تحل أي مشكلة بل تدخل في القلب الخوف.5 — السخرية: تسحب الثقة من الطفل وتقنعه بعدم قدرته على التخلي عن السلوكيات غير السليمة.6 — الشتم: نوع من أنواع الإثبات للسلوكيات غير السليمة في نفس الطفل.7 — المقارنة: اسلوب ينزع ثقة الطفل بنفسه وقدراته ويقنعه بأنه فاشل.8 — المبالغة في الوعظ: فالصحابة كانوا يصفون وعظ النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتخولنا بالموعظة خشية السآمة، فكيف بالطفل الصغير.