31 أكتوبر 2025

تسجيل

رفض الفتنة واحترام الدين

16 أبريل 2012

رجل يمثل الدين والمفروض فيه من يقوم بإيصال رسالة الإسلام بصورة هادفة إلى المجتمع والذي يتوجه إليه الناس للتفقه معه في الدين وطلب النصيحة وممن قال فيهم الله عز وجل (اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وهم من نحترمهم ونقدرهم في المجتمع، نجد هذا الرجل يظهره الإعلام المدسوس بصورة سيئة مرفوضة تمثل كل القبح في هذه الحياة، فهو يكذب وينافق ويدافع عن الباطل ويعذب الناس ويلجأ للقتل من أجل دوافعه وغرائزه، ويدعي أنه يحمي المجتمع ويدافع عنه أكثر من رجال الأمن، ويثير البلبلة في المجتمع حول هؤلاء الرجال كونهم غير قادرين على حمايتهم. بل انه يجعل من نفسه مقدساً لا يمكن لأحد أن يتجرأ ويمسه بكلمة ويرفض له طلبا، وانه – ونستغفر الله – هو المسيطر على الناس، المتحكم في مصائرهم الذي يدير المكائد من أجل أن يصدقه الناس ويستخدم وسائل الإرهاب والتخويف من أجل إطاعة أوامره، ومن يرفض كلامه ويناقشه ويبدي رأيه فهو "آثم آثم". إن مثل هذا النموذج لا يمكن أن يكون موجودا والحمد لله في مجتمعاتنا إلا فيما ندر وهم معروفون، ولا يمكن أن يخدعوا الناس، فالشيخ عندنا هو الرجل الذي أعطاه الله تعالى القدرة على العلم في الدين والتفقه فيه، والذي يعتد به الناس ويتوجهون إليه لطلب الفتوى في أمور دينهم ودنياهم، وان ادعى كاتب مسلسل "أكون أولاً" أن ذلك الشيخ يمثل الذين يرتدون عباءة الدين لأغراض معينة في نفوسهم، فلا يعني ذلك أن نركز على مثل هذه الشخصيات السلبية في المجتمع بهذه الصورة، التي ترفضها القلوب وتشمئز منها النفوس، ولا يمكن أن يوجد جهل كامل كالذي يعيشه أهالي تلك القرية المزعومة في المسلسل الذين يتركون هذا "المدعي"، يتحكم فيهم، فالحمد لله نحن المسلمين نستخدم عقولنا وقلوبنا حتى لو لم نكن على قدر من العلم والتعليم، ولقد عاش أهلونا الماضي تحت رعاية شيوخ استطاعوا أن يفقهوا الناس في الدين ويقدموا الخير لهم ويفقهوهم في دينهم ودنياهم، وأن يؤسسوا في نفوسهم حب الله عز وجل ورسوله والصحابة والتابعين ويحافظوا على أجمل صورة للإسلام، إلى متى سيظل هؤلاء مثيرو الفتن ممن يدعون أنهم رجال فكر وإعلام وقادة للرأي يسيئون إلى الإسلام ورجاله ويشوهون صورتهم وأفكارهم، ويثيرون في نفوس الجيل الجديد – الذي يتعرض للكثير من الغزو الثقافي الغربي الهادف إلى القضاء على هذا الدين الحنيف، ويحاول الكثير من الأسر والقائمين على التربية والتنشئة الحفاظ على هويتهم. نقول يثيرون الفكرة الخاطئة لمثل هؤلاء الرجال الذين يهدفون إلى نشر الإسلام وشرح أهدافه السامية والذين استطاعوا والحمد لله أن يؤثروا في نفوس الشباب ويعيدوهم إلى جادة الصواب ونراهم على قدر المسؤولية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، اللهم إلا قلة قد "تندر" كثيراً ممن قد يسيئون إلى تلك الصورة المشرقة لهؤلاء الرجال؟! ألا يكفي ما يعتمل في نفوس هذا الجيل من الكثير من التناقضات التي جعلته لا يدرك الصواب من الخطأ، ليأتي أمثال هؤلاء مدعي الفكر، لإثارة مثل هذه الفتنة المبغضة والصورة المرفوضة للقائمين على رفع راية الإسلام، ألا يمكن أن نقدم صورة مشرقة عن هذا الدين بحيث يمكن للجيل الجديد الاقتداء بها، وليس إثارة القرف في نفوسهم، وأن نقدم النصيحة بصورة أفضل، بحيث نحافظ على قيمنا ونرسخ في أذهان أطفالنا وشبابنا الصورة الفاضلة للدين الإسلامي.