16 سبتمبر 2025

تسجيل

احترام آدمية الطين

16 مارس 2023

* أصبح مفهوم ومعيار التمدن والتحضر والانفتاح على الثقافات والحضارات..هو اتقان اللغة الإنجليزية، وخلع الحجاب والسفور.. وارتداء ما يريدون واقتناء كلب اجلكم الله !! * أصبح صعبا على البعض احترام عادات وتقاليد البلد الذي ينتسب له.. والتي تكون مستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي ويجد أن احترام ثقافة وطنه ومجتمعه واحترام دينه.. مدعاة لتهميشه وتركه وتغييبه عن التواجد في المكان ! * أصبح التقليد للصورة الخارجية، وللثقافة الغربية، وللعادات الأجنبية معيارا يجعلك من النخبة لتتسابق إليك الدعوات.. وتتوجه لك عدسات الكاميرات..وتنتظرك لقاءات الصحافة والمجلات، وتكون من أولئك الذين يعتقدون أنك نجم ومؤثر حقيقي وذو قيمة وثقل فكري وروحي وحقيقتك لا تعدو بالونا فارغا طائرا ! * أصبح الترويج للبعض بأشكال الترويج والظهور المتكرر، وأشكال الحضور والتواجد لكل حدث وفعالية وصورة ولقطة..معيارا لتقديمهم وجلوسهم في الصفوف الأولى.. ومعيارا لتبتسم لهم بعض الوجوه! * أصبحت القيم الإنسانية والأخلاقية متوارية ولا ميزان يتعامل بهما، ولا معيار ينظر كتقييم للآخر وأهميته! أصبح لأحوال المزاج المعيار للاختيار والتفضيل ! * لغة المزاج ومفردات هوى الذات من تختار ومن تقدم من تريد، ومن تجعل فارغي العقول وعديمي الضمير في المقدمة! * أصبح الضمير لدى البعض من أرخص الاشياء التي يمكن شراؤها وتغييبها بل يصل إلى نفي وجوده من تعاملهم وآدميتهم! * أصبحت الأنانية.. (انا وبس).. هي القائد المحرك، والمعول لهدم ما يريدون هدمه.. وما يربك تحركهم ويشعرهم بالصغر والفشل ! * أصبح خيال البعض عاليا ومحلقا لأفق بعيدة لخيالات واهنة وهشة لا تعدو كونها سرابا أو صرحا من تراب تشكل من خيال عقولهم المريضة وهوى لا قيمة ولا تفاصيل تبقيه! * أصبحت العلاقات هشة برباط ممزق وبرباط مصالح العلاقات التي تكون لما تريد لمصالحها أن تكون ! * أصيب البعض بالصم والبكم عن قول كلمة حق.. وانصاف الغير ودفاع عن مظلوم ! * أصبح التواري والهروب والجبن سمة وخصائص أولئك الذين لا يرون إلا ظلهم.. وبقايا أثر اقدامهم! * أصبحت المادية لغة سائدة ؛ لا تجعل للذكرى مكانا ولا للصورة لقطة، ولا للحظة وتفاصيلها ذكرى تبقى بذاكرة القلب والعقل والروح… * آخر جرة قلم: أن تكون إنسانا.. يعني أنك احترمت آدمية الطين الذي شكلت وخلقت منه، أن تكون إنسانا يعني أنك تتحرك بثقل المشاعر وقيمها المعنوية التي لا تقدر بثمن ولا يمكن تمثيلها والعيش بخلاف المشاعر في ردائها.. أن تكون بني آدم وإنسانا.. أن تتحلى بجميل الصفات، ورقي التعامل، وجميل المفردات…. أن تكون إنسانا.. أن تحترم كل من تلتقيهم وكل من تعرفهم وكل من تدير ظهرك مغادرا عنهم دون غيبة تنهش لحومهم! أن تكون إنسانا.. تتحدث كما تبطن.. وتتصرف كما تبطن جوارحك.. أن تكون إنسانا.. تخضع وتنحني برفعة وعزة وتواضع السنبلة، وتكون إنسانا مبحرا بقيم الأخلاق الصادقة والنبيلة.. وتكون متعاملا بصدق وسواسية مع الغني والفقير، ومتعاملا بأدب واحترام وتواضع ولين مع الضعيف كما القوي.. يستطيع الإنسان أن يخط حدود حياته ويرسم شخوصا جميلة فيها، بالسعي بنية طيبة وصادقة.. وضمير إنسان واع ناضج للتعامل مع تلك الشخوص دون تمييز ودون عنصرية ودون أنانية ودون كذب وتلفيق..ويكون انسانا حقا لما يقول ويقرر ويفعل لا كما يقرر له وعنه.. وهو في برج عال.. أو خلف الأسوار!