12 سبتمبر 2025
تسجيلهكذا غردت وكتبت : ( قاتل الله من قتل ضحكة لبنان وجمال لبنان و « ميجانا « لبنان و « أوف أوف « لبنان ) فبعد أن وصل الدولار الأمريكي الواحد إلى 100,000 ليرة لبنانية لأول مرة منذ انهيار العملة الوطنية والرسمية في لبنان ما عاد شيء لنا كعرب كنا نعيش زهوة هذا البلد العربي الجميل فإذا بنا نعيش سقوطه الاقتصادي القائم على السقوط السياسي سواء بالحكومات المتتالية التي لا تلبث فور انتخابها أن تتهاوش فيما بينها تصطدم بعظم التحديات التي تواجهها حتى تستقيل وتعترف قبل أن تبدأ بفشل مهمتها أو حتى بالفساد الذي ينخر في هيكل هذا البلد الذي ما كنا نود في يوم من الأيام أن يصل إلى هذا الحال لا سيما بعد الالتفاف الخليجي والعربي حوله في عز أزماته الماضية، ولكن لا يبدو أنه اليوم قادر على أن يتجاوز هذه الحفرة الاقتصادية الضحلة التي يمر بها وبعد أن يئس الشعب نفسه قبل أن ييأس العرب أنفسهم من أن يكون هناك من ينتشله مما هو فيه واستمر دون أي بوادر إنقاذ له، ولذا لا عجب اليوم إن بات لبنان مهمشا حتى على المستوى الإقليمي لأن هناك من أسهم في محاولات إنقاذه طيلة السنين الماضية ومع هذا فهذا البلد لا يخرج من مشكلة حتى يدخل في بحر واسع من المشاكل واليوم تتهاوى عملته الرسمية شيئا فشيئا حتى بلغت هذا المستوى المخيف الذي ينبئ فعلا بسقوط البلاد اقتصاديا وهو أمر لا يمكن أن تخرج دول أخرى من هذه الدائرة المحدقة ولكن من الصعب عربيا لنا أن نشاهد دولا عربية تعيش ضمن محيطنا العربي وتتعرض لتهاوي عملتها الرسمية كما الآن في لبنان ومصر وقبلها في اليمن وسوريا والعراق ممن تزداد الأزمات الاقتصادية فيها لكن لأنها ( لبنان ) التي تعد وردة العرب نظرا لما لها من مكانة في قلوب العرب وما تمتاز به من طقس ومصايف وأماكن سياحية جميلة فإن تهاوي الليرة اللبنانية بهذه الصورة يعني أن لبنان بأكمله يمكن أن يكون على صفيح ساخن وإن الشعب الذي بات اليوم مجبرا على تداول الدولار حتى في شراء كيلو طماطم أو كيلو بصل لسد حاجته اليومية ووسط الغلاء الفاحش الذي يعيشه يمكن أيضا أن تتهاوى عزيمته في الاستمرار تحت مظلة اللا هوية التي يعيش تحتها، ونحن بدورنا يجب أن نعود لتحمل مسؤوليتنا إزاء هذا البلد الذي بات منسيا وأن لا نلحقه ببعض الذين سقطوا من الذاكرة العربية ولا تزال قضاياهم معلقة وغير قابلة لأن تتزحزح من مكانها قدما ولو لخطوة واحدة، فلبنان يريد انتفاضة من الداخل بحيث يصلح خارجه والعكاز الرئيسي الذي يجب أن يتكئ عليه هو حكومة تعلم بأن مسؤوليتها هي مسؤولية بلد وشعب وكرامة وطن وليس مهمتها أن تلتفت لخلافات مذهبية أو حزبية وأن تجمع مناصرين من هنا وتتحزب من آخرين هناك فيضيع البلد من المنتصف وأي حكومة تقبل هذا التحدي عليها أن تعرف بأن الإرث ثقيل جدا ولا يمكن تحمله إلا لوطنيين مخلصين يعملون للبنان أكبر وأكثر مما يحاولون عمله لأنفسهم وأن الثروة الحقيقية التي يجب أن يكتنزوها لهذا الوطن لا تقبل المناصفة لتكوين ثروات لهم ولذا نجد أن من يترشح للحكومة سرعان ما ينسحب ويعلن فشله حتى قبل أن يبدأ فلا تتركوا بلدا مثل لبنان ولا تتخلوا عن بلد مثل لبنان فهو إن كانت علته من الداخل فإن علاجه يبدو من الخارج والأشقاء العرب أولى بأن يمسحوا مرهما على جراحه ويكتب الله على أيديهم الشفاء الذي نرجوه كشعوب عربية تشعر بمأساة شعب لبنان بكل تفاصيلها .