17 سبتمبر 2025

تسجيل

تجليات الوعي (4-4)

16 مارس 2020

التفاعل الذي أفرزه نمط العلاقات الأفقية في المجتمع القطري السائد في فترتي الستينيات بدأ بالانكماش مع التركيز أكثر على المصلحة الفردية على حساب المصلحة العامة ؛ نتيجة لنمط العلاقة الرأسية الزبائنية" كما أشرت في مقالات سابقة" التي بدأت تصبح نمطاً سائداً في المجتمع القطري إلا فيما ندر. وهي مؤشر"تصحر أكثر منه مؤشر"تحضر" رغم ما وفره هذا النمط من العلاقات من أشياء مادية وكماليات. وفي اعتقادي أن اقتصاد"الريع" القائم على التوزيع لم يزد المجتمع القطري تحضراً سوى مادي، أما معنويا فقد أدى إلى ظهور ما أسميته في مقال قديم لي ما يسمى بظاهرة "التابع المعاصر" استثني بعض التجار والملاك الكبار الذين كان لهم قدر من الاستقلالية لكنهم مرهونون بالعلاقة الزبائنية لاستمرار مكانتهم ونفوذهم. أكثر المتضررين من تغير نمط العلاقات الاجتماعية كانت هي بعض العوائل والأسر الحضرية، لأنها تاريخيا كانت تعتمد أساساً على العلاقات الأفقية إلى حد كبير مع السلطة ورموزها. المجال العام كان أكثر حيوية حيث المجتمع لدية القدرة والتفاعل في داخله ولديه القدرة كذلك على إيصال صوته إلى السلطة التي كانت وما زالت ترحب لولا بعض التعقيدات التي ظهرت. فالشخصية القطرية امتازت أساساً بمحليتها وارتباطها بالأرض وتاريخها الوطني كان دائما إيثاريا لم تضع في ذهنها المستقبل وموازناته وتوافقاته بقدر ما كان همها الأرض والمحافظة عليها ودرء الأخطار عنها، وفيما عدا تأثرها بالمد القومي الناصري في الخمسينيات وبداية الستينيات ووجود طبقة عمالية إنتاجية مواطنة التي كان لها تأثير واضح في تبني الشعار القومي. لم يعرف عن الشخصية القطرية تاريخاً نضالياً أيديولوجي الطابع، والدليل على ذلك أنه بعد تراجع المد القومي الناصري، عاد الجميع إلى التعامل مع الوضع كما هو والسلطة كما هي. دليلا على أنها مجرد حاله"نضالية". وليست طبيعة نضالية راديكالية. [email protected]