13 سبتمبر 2025

تسجيل

معاً لنبدع يا أطفال قطر

16 مارس 2011

حضرت بدعوة من السيدة فاطمة الحميدي أمين سر جائزة الدولة لأدب الطفل اطلاق حملة معا لنبدع في ظل تلك الشراكة المجتمعية التي تسعى لها الجائزة من منطلق الاهتمام بثقافة الطفل حيث إن الطفل عندنا لا يُعْطي أهمية ونكرر دوما مقولة إنه طفل " ياهل " بالتالي نحن نتعامل مع شخص لا يفهم في حين أنه أكثر فهما منا.. فمن يتابع برامج التلفزيون والتي من خلالها يُعـدُ المجتمع أبناءه ويكوّن شخصياتهم، يُعدّها الكبار عندنا، وحتّى إذا قبلْنا بهذا اعتبارا لِما تقتضيه ظروف المعاصرة والتحاكك الحضاري، ونجاعة التثاقف والمثاقفة، فإنه من غير المقبول أن يتم تطبيق تلك الأفكار التي يحملها الكبير ليقدم رسالته إلى الصغير عبر البرنامج الذي يفترض أن يتوجه به إلى الصغير. فالفرد في أيّ مجتمعٍ لا يُنتج ذاته، ولا ينتج وعْيه بذاته.. إنه يتلقّاه من مجتمعه، والمواطن في مجتمعنا ليس مسؤولاً عن قصوره بالنسبة لذلك الإنسان المتطوّر في مجتمعاتٍ أخرى مسؤولية مباشرة، فهل أوْلاه المجتمع من العناية والرعاية حين كان طفلاً مثلما يُوليه المجتمع الآخر المتطوّر لطفله؟ فمن المفترض وهذا من الأساسيات في تنشئة الأطفال أن يبذل المجتمع جهودا صادقة ومُمنهَجَة، ودائمة في التعرّف على الطفل بخصائصه، وتمايزاته، وعلاقاته بالمجتمع، ودوْر المجتمع في إعداده، وإنمائه جسديا وعقليا وثقافيا… وكيف يُؤمّن له هذا الإعداد واحتياجات النموّ. فهل يتمّ ذلك بشكلٍ منظّمٍ؟ أو بشكلٍ غير منظّمٍ؟ وما هي المؤسّسات التي يقع عليها عبْء القيام بهذه المهمّات؟ وللأطفال في كل مجتمع مفرداتٌ لغويةٌ خاصة بعالمهم، ورصيدٌ لغوي يتصلون به مع الغير، وكذا قيمٌ ومعاييرُ وطرقٌ خاصة في اللعب والترفيه، وأساليب خاصة في التعبير عن أنفسهم، ومع غيرهم، وفي إشْباع حاجاتهم، فضلا عن المواقف، والاتجاهات، والانفعالات، والقدرات الخاصة… إضافةً إلى ما لهم من نتاجات فنية ومادية وأزياء، وأشياء محبّبة إليهم وما إلى ذلك… أي من هذا وذاك كلّه، لهم خصائص ثقافية ينفردون بها، ولهم أسلوبٌ حياة خاصٌّ بهم، وهذا يعني أن لهم ثقافة مميّزة، هي ثقافة الأطفال. إن الحديث عن ثقافة الطفل وأهميتها ليس حديثا من باب الترف الفكري، وإنما هو حديث عن ضرورة من ضروريات الحياة.. وفي هذا الإطار لا بدّ من التطرّق إلى مفهوم الثقافة في المجتمع قبل تعريف ثقافة الطفل. فالثقافة هي أسلوب الحياة السائد في أي مجتمع، حيث تشمل قيمَه الروحية والفكرية، وعاداته، وتقاليده، واتجاهاته، وقيمه، وأدواته، وأزياءه، ومنجزاته الفكرية والفنية، وكلَّ ما يتميّز به أسلوب الحياة السائد في هذا المجتمع أو ذاك من النواحي المادية والمعنوية. ثقافة أي مجتمع هي قيمه السلوكية والذوقية والخلقية وغيرها التي يستمدّها من عقيدته الدينية ومن إبداعات الصفوة من أفراده في مجال الفكر والعلم والأدب والفن، وممّا يستمدّه أيضا ممّـا أنتجته العبقريات الأخرى لخير الإنسانية. فمن هذه الحملة التي أطلقتها الجائزة معا لنبدع أتمنى أن تحقق الهدف المنشود وأن نرى الحملة تتوسع لتشمل الجميع من أطفالنا المبدعين، فشكرا لفاطمة الحميدي على الدعوة. [email protected]