30 سبتمبر 2025

تسجيل

ما سبب كل التعاطف مع ريان؟

16 فبراير 2022

في عام ١٩٨٧ سقطت الطفلة جيسيكا ماكلير وعمرها ١٨ شهراً في بئر بولاية تكساس الأمريكية. حضر الدفاع المدني، ولكن إنقاذ الطفلة لم يكن سهلاً مما استدعى فرق إنقاذ وحفر متخصصة. تجمهر الناس، ووصل الخبر لوسائل الإعلام المحلية وحتى القنوات الإخبارية (وأهمها CNN) والتي كانت تنقل تقدم عمليات الإنقاذ وتابعها ملايين الأمريكيين بمن فيهم الرئيس. وفرح الأمريكيون بخروج الطفلة بعد عملية إنقاذ استمرت ٥٨ ساعة. ولعل بعض القراء شاهدوا القصة من خلال فيلم "طفلة الجميع"، والذي أنتج عام ١٩٨٩ ليوثق تفاصيل الحادثة. أجريت الكثير من الدراسات والأبحاث العلمية لتفسير سبب التعاطف الكبير بهذه الحادثة بالرغم من أن هناك الملايين يعيشون ظروفاً أصعب تحت وطأة الحروب، أو المجاعات، أو التهجير القسري، وغيرها من الكوارث. أثبتت الدراسات بأن الإنسان يتعاطف بشكل كبير مع ضحية واحدة، ولكن هذا التعاطف يخفت ويتضاءل كلما زاد عدد الضحايا، لذلك فهو يسمى علمياً بخفوت التراحم Compassion Fading، أو انهيار التراحم Compassion Collabs. ويعزو الباحثون ذلك إلى أن قدرة الإنسان على استيعاب التعاطف محدودة، فإذا زاد على الحد الذي يستطيع الإنسان تحمله، فيخفت وينهار ويصبح بعدها عدد الضحايا مجرد رقم. كما أثبتت بأن الإنسان يتعاطف مع الصور والأسماء والقصص الفردية، أكثر من الأرقام والإحصائيات. كانت إحدى الجمعيات الخيرية الأوروبية تجمع يومياً حوالي ٨٠٠٠ دولار للاجئين. ولكن بعد ظهور صورة الطفل ايلان وهو ملقى على الشاطئ، قفزت التبرعات إلى ٤٣٠ ألف دولار. ولعلكم تذكرون كيف تفاعل الناس عام ٢٠٠٠ مع مشهد استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة، بينما هناك الآلاف الذين استشهدوا قبله، وبعده. كل هذا يفسر سبب التعاطف الواسع مع فاجعة الطفل المغربي ريان. نسأل الله أن يجعله شفيعاً لأهله. @khalid606