23 سبتمبر 2025

تسجيل

كورونا.. في مواجهة الغول الاقتصادي

16 فبراير 2020

الصين الدولة الصناعية الكبرى المزدهرة بمصانعها التي غزت العالم بمنتجاتها وسيطرت على الأسواق العالمية في التصدير وسرعة والانتشار، اليوم تقف حائرة عاجزة أمام فيروس متناهي الصغر تبحث عن موطنه وأسباب تواجده وانتشاره للقضاء عليه، لوقف امتداد الآلاف من الموتى والمصابين من سكانها بهذا المرض القاتل، ومعها عاش العالم في رعب وقلق. خاصة الدول المجاورة لها، وبدأ الحجر الصحي فسخرت كل الإمكانيات والأبحاث لمعرفة أسبابه للوقاية منه ومعالجته، الصين التي عليها ملاحظات حول تعاملها مع الأقليات، اليوم تتحول إلى مدينة أشباح، وتوصد جميع بواباتها مع دول العالم حرزا وخوفا لتتوقف فيها جميع مظاهرالحياة. الصين التي تعج شوارعها وأسواقها وأزقتها بالملايين من اللحوم البشرية بخطواتها نحوالعمل والإنتاج.. اليوم فرض الوباء القاتل " كورونا " على سكانها الإقامة القسرية في معتقلات منازلهم تفاديا للعدوى من فيروسات المرض.. الصين التي قال عنها الرئيس الصيني: لا يمكن لأي قوة أن تمنعنا من التقدم للأمام، اليوم القوة الإلهية تهزم قوتها، فسبحان الله اليوم تجلت قوة الله لتقف الصين موقف الضعف في مواجهة هذا الوباء الخطير، وتكون عبرة للدول الأخرى، إنها سنة من سنَن الله في الكون في التغيير والتبديل، كارثة مرضية لا تختلف عن الكوارث الكونية الأخرى التي تلحق بالكرة الأرضية فتفتك بالآلاف كالزلازل والسيول والبراكين والانهيارات الجبلية والأرضية وحرائق الغابات التدميرية وغيرها، التي يبتلي الله بها البشرية بمختلف معتقداتهم ودياناتهم وأوطانهم، أليس هو القائل سبحانه في كتابه: { لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ }. وقوله: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ }، كنوع من الابتلاء للتذكير والعبرة والتنبيه، كما ابتلى الله الأمم السابقة التي ذكرت في القرآن الكريم، وكما هي الأمراض العصرية التي انتشرت وقتلت الآلاف من البشر في مناطق تواجد فيروساتها كمرض سارس وأنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير والإيدز والإيبولا وغيرها، وقبل ذلك لا ننسى انتشار أمراض الجدري والطاعون والملاريا والسل وبادت معها دول وممالك، وإن اختلفت الأسباب والمناطق وعدد المصابين والوفيات، فجميعها فتك بالبشرية، من الأطفال والنساء والكبار، وجميعها ابتلاءات حتمية نؤمن بوقوعها في كل زمان ومكان، سواء كانت عقابا أو ابتلاء أو تذكيرا بوجود الله وقدرته وقوته الذي إذا أراد أن يقول لشيء كن فيكون، فلا يعلم الغيب إلا الله، فالصين فيها عشرات الملايين من المسلمين حسب المصادر، ولا شك أن هناك منهم من لامسته رياح الوباء كما لامس الأطفال والرضع والفقراء الصينيين الذين لم يكن لهم القرار في تعذيب المسلمين. … ولذلك مع " كورونا" اختلفت الآراء حول المسببات، هناك من أورد بأنها نتيجة أبحاث صينية أرادت بها تصنيع قنابل وصواريخ جرثومية وفيروسية في سباق التسليح النووي، لينقلب السحر على الساحر، وتستغل الولايات المتحدة الأمريكية هذا المرض في حربها التجارية مع الصين، وتدخل في لعبتها التجارية، هناك من يقول نتيجة إدمان الشعب الصيني على أكل الحيوانات التي حرمها الله على البشر لضررها، هناك من يقول إنه ابتلاء وعقاب من الله لتعذيبهم المسلمين وقتلهم، في النهاية لا يعلم الغيب إلا الله هي حرب بين قوى الشر الكبرى، كما هي عقوبات إلهية للعبرة والعظة لمن يعيث ويفسد في الأرض بجبروته وقوته وينكر وجود الله وقوته، ويبتلي الله بها الدول الإسلامية وغير الإسلامية، ويبقى الضحية في النهاية هو الإنسان الضعيف الذي لا حول له ولا قوة في التسابق النووي ولا في السياسات والصراعات الدولية، جرثومة دقيقة هزت دولة كبرى يطلق عليها الغول الاقتصادي، بجيوشها ومصانعها وأناسها، لتصاب وتقف موقف الحيرة في البحث عن أسباب هذا المرض وعلاجه، فهل من يعتبر ويتعظ !!! Wamda.qatar.gmail.com