16 سبتمبر 2025

تسجيل

الرياضة تلاقٍ إنساني

16 فبراير 2015

* " كان ياما كان في سابق الزمان " من أيسر الطرق وأسهلها لشم الهواء والترفيه أن تتجمع الأسر من كل الملل والسحنات على طول شارع الكورنيش الوحيد المتاح والسهل الوصول إليه ولم يكن مستغربا أن شابا يقبض على غترته بيمناه ليقذف الكرة للصبايا أو يرجعها لهن قبل أن تتدحرج لأسرة تجاورهم .. هو لا شعوريا يبرز قدراته الرياضية في فن المحاورة والتهديف .وأخرى تلمحها تقفز على استحياء لترجع البالونة لصغيرة تبللت خدودها بكاء وهي على دراجتها لأنها فقدت لعبتها ..* صباح الثلاثاء الماضي كان مختلفا لا حياء ولا استحياء ولا ضرر ولا ضرار فهو مهرجان مفتوح على كل الساحات والميادين وعلى أسطح مياه الخليج الزرقاء عبرت السفن التقليدية والشراعية .. حتى سموات قطر لم تخل من "بعض نفر" جاب الفضاءات بما يعرف بالطائرات الخفيفة ومنهم من ركب على ظهور الأحصنة والنوق في البراري الواسعة وفي محيط العزب السكن الربيعي لإخوتنا القطريين .. لم يكن المحتفلون باليوم الرياضي يمارسون هواياتهم قفزا وجريا وشيئا أشبه بالباليه والتنطط من جهاز لآخر بخجل وتوارٍ من خلف ستار أو حجاب لأن اليوم للجميع لممارسة هواياتهم .* صحيح تحولت المنافسات الرياضية لما يشبه الاحتفالات ورافقها شيء من البذخ وشركات استغلته تجاريا حيث ملأت الساحات والميادين بأجهزة ومعدات صالحة وطالحة وتنافست المؤسسات لإبراز اهتمامها ودفعت بكبار موظفيها للصفوف الأمامية بما يشبه " صيد الكاميرا " إمعانا في تواجدهم رغم تثاقل الأرجل وتمدد الكروش إلا أنه كان تلاقيا إنسانيا ورياضيا بامتياز .* ضغوط العمل والازدحام المروري والتزامات الأسر تجاه تعليم أولادهم وما يحمله التلاميذ على أكتافهم من شنط مدرسية دليل مسؤولياتهم المرهقة تجاه تلبية حاجتهم للتفوق والتميز ما عادت تتيح سوانح للترفيه وممارسة الهوايات أو حتى التلاقي فالموظفون باتوا يضيفون لأوقاتهم على الأقل ساعة زمنية ما بين بدايات الدوام حتى رجوعهم لمنازلهم نتيجة للتوسع العمراني واختيار الكثيرين للسكن خارج محيط قلب الدوحة إما كحاجة ضرورية للأسر القطرية التي تفضل الحياة خارج المدن أو المقيمين الذين فرضت عليهم الانفلاتات العقارية وغلاء الإيجارات النزوح للأمكنة الطرفية كإيجارات معتدلة تتوافق ومداخيلهم المالية .* البعض اعتبرها سانحة لنوم عميق جسده يحتاجه فاستبدل الرياضة الحركية بالسبات والاسترخاء ليستعيد قواه الجسدية المنهكة .. والكثيرون مثلت لهم فرصة للتلاقي الإنساني والانفكاك من المدارات الإلكترونية التي باتت تكبل الجميع حول محيطها ومداراتها فما عاد الجار يرى جاره ولا الأسر تتلاقى في ساحات الكورنيش الذي بات جميلا ومستحيلا .* في استطلاع للرأي طالب بعضهم بتجهيز صالات رياضية بمؤسساتهم، آخرون تمنوا أن تفتح المدارس أبوابها للأنشطة الثقافية الرياضية الجاذبة لأولياء الأمور والأهالي بما يخدم الشراكة المدرسية وبفلسفة تحرك الدماء في الأوردة الدموية والحياتية .* إذن فاليوم الرياضي حقق ما كان مخططا له وما لم يخطر على بال .. ولعل أبرزها الانعتاق من المدارات الإلكترونية بالتلاقي وجها لوجه وبالأحضان وهي محمدة كبيرة لمن يعرفون مضار المحيطات الممغنطة ويفتقدون التلاقي الإنساني الحميم . همسة : مشاركة قيادتنا الرشيدة أعطى اليوم رونقا رغم غياب المشاهير في فنون الثقافة والمسرح والفكاهة