13 أكتوبر 2025

تسجيل

كل عيد حب وأنتم بخير

16 فبراير 2014

كان يوم (الجمعة) المنصرم يوما غير عادي لمصادفته تاريخ 14 فبراير وهو التاريخ الذي يثير مشاعر واحاسيس المحبين في كل انحاء العالم ويطلقون عليه (عيد الحب) وهو مناسبة خاصة يحتفل فيها العشاق، فيجدد المتزوجون عهود حبهم ويأمل الأحباء أن تتكلل علاقاتهم العاطفية بنهاية جميلة تجمعهم تحت سقف واحد. وتنشط بالمناسبة تجارة بيع الورود، كما يزدهر التسوق عبر الإنترنت. عندنا في الدوحة لم يتخلف العشاق عن الاحتفال بهذه المناسبة الدخيلة، فأطلقت فنادق الدوحة الكبرى عروضها الخاصة بـ (عيد الحب) موفرة عروضا للجاليات الغربية ولمن تشبه بهم من ابناء جنسنا، وتابعنا تلك الخصومات الخاصة والاعلانات الرومانسية المغرية على الغرف والمطاعم التي شملت الإقامة والعشاء وإفطارا لشخصين، بالإضافة إلى خصومات على المرافق الاستجمامية الموجودة لديها. تزامن يوم 14 فبراير مع يوم (الجمعة) المباركة فاستفز ذلك خطباء العديد من مساجد الدوحة فلم يتركوا المناسبة تمر مرور الكرام فتولوا امر المؤمنين بالتنبيه لخزعبلات هذا اليوم وما وراءه من الهاء لابناء المسلمين في قضايا حسية لا تمت لأخلاق الامة بصلة، وأكدوا في خطب الجمعة أن تبعية غير المسلمين والاحتفال معهم بهذه المناسبة تمثل تقهقرا ونوعا من الانحطاط الفكري الذي اعترى المسلمين. ووصفوا اتباع المسلمين لغيرهم من الغربيين بأنه (بلوى) ابتليت بها الأمة الإسلامية.. وقالوا إن هذا النوع من الاتباع يدمر الأخلاق والقيم الإسلامية. لم يكن ذلك تجنيا من مشايخنا -لا سمح الله- على ما قام به العشاق المخدوعون، فنحن دولة تحترم مشاعر الآخرين وتقبل الرأي الآخر، لذا كانت خطبهم مجرد رد على ما تبجح به متعهدو الحفلات في المطاعم الفاخرة والفنادق الكبيرة الذين تباهوا في اعلاناتهم بقولهم إن الاحتفال بالأعياد الاجتماعية الخاصة بالمجتمع المحلي والأجنبي المقيم في قطر يعتبر خدمات يتوجب على الفنادق توفيرها، في حدود احترام التقاليد والعادات المتبعة في أي دولة، لاسيَّما الدول العربية والإسلامية مثل دولة قطر.. والحال نفسه في رد على المنبهرين بـ (فلنتاين) على مواقع التواصل الاجتماعي بقولهم ان فرض الحب يعد مناخاً استثنائياً على الناس فى المنطقة العربية التى تعانى فى معظمها وطأة التطرف والإرهاب. كثرت الاساطير المستمدة منها مناسبة (عيد الحب) ومن اطرفها انه كان عند الرومان إحدى الالهات المقدسات تدعى ليسيوس وهي (انثى الذئب) وقد قدسوها لانها ارضعت مؤسسي مدينة روما في طفولتهما ولهذا جعلوا هذا التاريخ عيداً يحتفلون فيه وسموه بهذا الاسم لان الذئبة ليسيوس رحمت الطفلين المذكورين واحبتهما. اتفقت آراء اهل السنة على ان (عيد الحب) محرم وبدعة ليس له أصل في الشرع، فلماذا الاحتفاء به واتخاذه مناسبة لتبادل الحب والغرام وإهداء الهدايا الخاصة فيه والتهنئة به. وسلامتكم