18 سبتمبر 2025

تسجيل

نداء أحمد معاذ الخطيب الوطني

16 فبراير 2013

طالب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب الأسبوع الماضي في مداخلة مع قناة الجزيرة الفضائية النظام السوري باتخاذ موقف واضح من موضوع الحوار لحل الأزمة في سوريا وإيجاد حل لمصلحة الشعب السوري، وقال الخطيب: "نحن سنمد يدينا لأجل مصلحة الشعب ولأجل أن نساعد النظام على الرحيل بسلام، المبادرة الآن عند النظام إما أن يقول نعم أو لا". وأضاف الخطيب: "إذا أراد النظام إخراج الشعب من هذه الأزمة، سنتساعد كلنا لمصلحة الشعب ورحيل النظام بشكل يضمن أقل خسائر ممكنة في الأرواح والخراب والتدمير". ولكن المجلس الوطني السوري، أحد أبرز مكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، شن - في بيان أصدره عقب المبادرة - حملة شعواء وهجوما عنيفا على رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب بسبب مبادرته التي طرحها باستعداده للجلوس والتحاور مع ممثلين عن النظام السوري لحقن دماء الشعب السوري، رافضين الدخول في أي حوار أو تفاوض مع نظام الرئيس بشار الأسد، ووصفوا مبادرته بأنها قرار فردي لم يتم اتخاذه ضمن مؤسسات الائتلاف الوطني ولم يجر التشاور بشأنها، وبأنها تتناقض مع وثيقة تأسيس الائتلاف التي نصت على هدف إسقاط النظام القائم برموزه وحل أجهزته الأمنية ومحاسبة المسؤولين عن سفك دماء الشعب السوري وعدم الدخول في مفاوضات مع النظام القائم. لقد جاء نداء الخطيب الإنساني والعاطفي لبشار الأسد بسب استمرار القتل والتعذيب والتشريد الذي ظل وما زال يعانيه الشعب السوري، حيث ذكرت الأمم المتحدة أن أكثر من 60 ألف شخص قتلوا خلال الصراع الذي تفجر قبل 22 شهرا احتجاجا على حكم الرئيس بشار الأسد، كذلك تؤكد تقارير المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين بلغ 714,118 لاجئا في الشهر الماضي في كل من تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر. حيث قوبلت كل الاقتراحات والسيناريوهات من جانب المنظمات العربية والدولية، كجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، من أجل وضع حد لإراقة الدماء في سوريا بالرفض من قبل نظام الأسد بسب انقسام المجتمع الدولي حيال الأزمة السورية بين الداعمين للثورة والداعمين للنظام، حتى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما رفض في العام الماضي تسليح المعارضين السوريين لضمان عدم وقوع السلاح في أيدي من يمكن أن يهددوا أمن الولايات المتحدة أو إسرائيل، لذلك فإنه منذ قرابة العامين والأزمة السورية ما زالت تراوح مكانها، فلا المعارضة استطاعت الإطاحة بالنظام ولا النظام استطاع القضاء على الثوار، وأصبح المواطن السوري المغلوب على أمره هو ضحية الصراع، حيث ما زال المدنيون الأبرياء يقتلون في ظل حرب بات شبحها يهدد مصير كل الشعب السوري. ومن هذا المنطلق جاءت صرخة الخطيب الوطنية المؤلمة للنظام السوري وللمعارضة من أجل إيجاد حل للأزمة قبل أن يفنى الشعب السوري عن بكرة أبيه وقبل أن يتحول الصراع إلى حرب طائفية لا تبقي ولا تذر، وقبل أن تخوض سوريا في حرب أهلية تقضي على الأخضر واليابس. ولكن يبدو أن المعارضين للخطيب داخل المجلس الوطني السوري، قد حاولوا استغلال مبادرته الإنسانية هذه للإطاحة به، في ظل عدم ارتياحهم لوجود الخطيب على رأس الائتلاف أصلا، حيث يرى البعض المجلس الوطني التنظيم الأكثر تمثيلا للمعارضة السورية وربما الأحق بقيادة الائتلاف، ونخشى أن المعارضة السورية قد تمر بفتنة كبرى لا يحمد عقباها، وأن يتم استغلالها من قبل قوى وجهات لا ترغب في تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا. إن بيان المجلس الوطني السوري والذي لم يحتوِ على شيء سوى الهجوم الشرس على مبادرة الخطيب إنما يسبب ضعفا واختلالا وربما انهيارا للائتلاف الوطني، ولا يجعل الأمور تسير إلا إلى الأسوأ، ولا يزيد سوى معاناة الشعب السوري، واستمراء النظام الحالي في أن يكون أشد قسوة وبطشا وتنكيلا في تقتيل المزيد من آلاف الأرواح البريئة.