14 سبتمبر 2025

تسجيل

100 يوم ويزيد

16 يناير 2024

100 يوم بل وتجاوزناها منذ أن سُمي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حربا ونحن نعلم بأن الحرب يجب أن تكون بين أطراف متكافئة القوى والقدرات العسكرية!. 100 يوم ونحن نرى أطفال غزة والرُضع فيها يُقتلون وتُقطع أوصالهم ويُيتمون بلا عائل لهم ولا معيل!. 100 يوم وعدد الشهداء يرتفع إلى أكثر من 23 ألفا بينما يتجاوز عدد المصابين الـ 60,000 جريح، بينما الآلاف من المفقودين لا يُعرف مصيرهم إما تحت الركام أو في شتات ونزوح وتهجير!. 100 يوم والقوة العربية مرتهنة بيد الهيمنة الأمريكية عرّابة الفاشية الإسرائيلية الوحشية!. 100 يوم وقطاع غزة محاصر جوعا ومرضا وعطشا وبردا وقتلا وظلاما وظلما!. 100 يوم ورائحة الموت تلف القطاع هنا قُتل الأب وهنا تحللت جثة الصغير وهنا رُميت الأم على مرأى من صغارها وهنا مُحيت أشجار عوائل كاملة من السجل العام وهناك تخضبت الرايات البيضاء بدماء المدنيين الأبرياء عند خروجهم في ممرات قيل لهم إنها آمنة مأمونة!. 100 يوم منذ أن انطلق الانتقام الأعمى الإسرائيلي والقتل العشوائي واستهداف الأطفال والأجنة في الأرحام وكل يوم يرقص الجنود الإسرائيليون على ركام الإبادة الجماعية التي يرتكبونها بتفاخر على الملأ والعالم بأسره!. 100 يوم وإسرائيل تردد شعاراتها الواهية بالدفاع عن نفسها وعن (دولتها) الكرتونية من أطفال كانوا حتى الأمس أزهارا أينعت في قلوب وأحضان آبائهم ومعظمهم كانوا قد وُلدوا بعد حرمان وعقم وعلاج وإبر دام سنوات طويلة لتقوم إسرائيل بقتلهم بدم بارد وكأن هؤلاء هم عدوهم الحقيقي وليس من يعلنون عنهم أنهم أهداف حملتهم العسكرية الدموية!. 100 يوم منذ أن رفع العرب والمسلمون بل وحكومات وقيادات العالم بأسره أيديهم وأنظارهم وأسماعهم عما يجري في قطاع كان ولا يزال يمثل لهم شوكة في عنق إسرائيل المختنق بالدماء ولم تستطع أي قوة في هذا العالم أن توقف آلة الحرب الإجرامية عن حصد أرواح الصغار والكبار من الفلسطينيين الأبرياء الذين يعيشون حصارا فوق الحصار وقتلا فوق الموت واحتلالا يضاعف الاحتلال غير الشرعي الممتد منذ 75 عاما!. 100 يوم وأهل غزة يعلموننا معنى الحرية التي نظن أننا نعيشها في أنفسنا بينما في الحقيقة هم الأحرار لا نحن للأسف!. 100 يوم وإسرائيل تكُوى بصمود هذا الشعب وصبره وبكلمة (الحمدلله) التي لا تنفك من ألسنتهم الشاكرة وقلوبهم الصابرة واحتساب ما ذهب من الأرواح والممتلكات في سبيل الله ثم الوطن والحرية التي سوف تأتيهم في يوم معلوم وعدهم الله به بلا شك!. 100 يوم ونحن نكاد نموت قهرا وعجزا عما يحدث لأشقائنا في غزة ونحتسب لله هذا العجز الذي لا نملك من تغييره شيئا سوى بالدعاء أن يبدل الله أحزانهم فرحا وعجزهم قدرة وصبرهم ثوابا وحصارهم حرية وهزيمتهم نصرا مؤكدا!. 100 يوم ونحن نتابع في صورة لم نعتد المشهد فيها وكأن أكلنا حرام وفرحنا خيانة وشرابنا علقم ودفئنا زمهرير!. 100 يوم نسي فيها من نسى وتذكر فيها من تذكر وظل في أتونها من آمن بأن قضية فلسطين الأولى له ما عاش في هذه الدنيا وبقي!. 100 يوم ووجه إسرائيل الخبيث يُكشف وتسقط أقنعته حتى ما عاد العالم يتذكر ما جرى في السابع من أكتوبر له وبقيت صور الأطفال والرُضع المؤلمة راسخة في الأذهان حتى هذا اليوم لتخرج شعوب الغرب والشرق الحرة تهتف لفلسطين وإيقاف شلالات الدم التي تهدرها إسرائيل باستمتاع وتلذذ غريب من أبدان الفلسطينيين البريئة!. 100 يوم والمنظمات الدولية التي ظلت تجمّل وجه إسرائيل الزائف بملفات ناصعة البياض من حقوق الإنسان تتيقن بعكس ذلك وإسرائيل تستهدف المنتسبين لها لمجرد القتل وكأنه كان يجب أن تعيش آلام هذه اللحظة لتعرف من هي إسرائيل وماذا تفعل منذ عقود طويلة مستمرة بأهل فلسطين المحتلة!. 100 يوم لا ندعو الله أن يزيد منها أيام أخرى وأن يأتي بفرجه عاجلا غير آجل لأهل غزة والضفة ولكل المستضعفين المسلمين في كل مكان بإذن الله.