العملية «سر الليل 2»

في المقال السابق تابعنا أحداث قصة العملية السرية «سر الليل» التي قام بها «بوراشد»، وتوقفنا عند وصوله الى الموقع السري المتفق عليه ومقابلة الرجل المجهول الذي أعطاه كيسا من الورق لونه بني، وكيف ان الرجل المجهول كاد ان يلغي إتمام الصفقة عندما اعترض بوراشد على زيادة المبلغ المالي مستقبلا، ولكن بوراشد رضخ للأمر الواقع في النهاية وتقبل الامر لمعرفته انه لا يوجد بديل اخر الا التعامل مع هذا المصدر، ووصلنا في القصة الى مغادرة بوراشد مكان العملية وتوجهه الى مجلس بوسعد مستخدما نفس خطة التمويه والتخفي التي اتبعها للوصول لمسرح العملية، ونتابع احداث القصة العملياتية التكتيكية الدراماتيكية المثيرة. دخل بوراشد على بوسعد وبوسيف وبوحسن وهم بانتظار قدومه على احر من الجمر في مجلس الأول، فدخل عليهم صارخا ورافعا الكيس الورقي بيده اليمنى ويقول «ابشرو بها ابشروا بها» فقام الجميع بمعانقة بوراشد والهتاف له لإتمامه العملية بنجاح وعودته ظافرا مؤزرا، قال لهم بوراشد وهو في نشوة الانتصار «اقعدوا اقعدوا واذكروا الله»، جلس الجميع حول بوراشد وأعينهم تحدق في الكيس الذي بيده، احس بوراشد بمدى تلهف اصدقائه لما في الكيس فقام بإدخل يده داخل الكيس ثم قال «ها شرايكم نخليها بكره، مابه عجله (أي لما العجلة)» فصرخ الجميع بصوت واحد «اخلص علينا من الصبح واحنا ننطرك (أي في انتظارك)»، نظر اليهم بوراشد وقال «بس قبل ما اطلع الأغراض ترى الرجال قال لي انه بيزيد السعر المرة الجاية تبغون ولا دوروا لكم حد ثاني يجيب لكم». صمت الحاضرون قليلا ثم قال بوسعد «لا حول ولا قوة، واحنا ما راح نفتك من ذا الاحتكار كلن يرفع علينا الأسعار من صوب، لجينا لتذاكر الطيران لقيناهم شايخين علينا ولا حد يقدر يكلمهم، يرخصون الأسعار على كل مسافري العالم الا علينا يصلخونا صلاخ، كانهم يحبون يتفرسون (من الافتراس) فينا ويشخلونا شخال (أي ياخذون ما بحوزتنا من أموال)، ولجيت للاتصالات منت بكفو تقول شي اذا رفعوا تعريفتهم لأنه غصبن عليك بتشترك معاهم وغصبن عليك بتنق لهم (أي ستدفع) لأنه مافي غيرهم». تأثر الحاضرون من تعليق بوسعد فقال بوحسن «والله انك صادق يا خوي، المشكلة انهم يقولون لك ان السوق مفتوح والتجارة حرة، شلون حرة ولا فيه تنافس علشان الكل يستفيد، اللي اشوفه انهم يتنافسون على من يحكر لنا اكثر مب من يخدمنا أكثر او يسهل علينا أعباء الحياة اكثر»، تفاعل بوسيف مع الموضوع فقال «والمشكلة الأكبر ان من ظنيتهم عون صاروا عليك فرعون، قد لهم اكثر من 3 شهور وهم الا في اجتماعات ونقاشات وسفرات وروحات وييات (أي يروحون ويجيئون) وللحين ننطر نفعتهم، وكل ما انتقدناهم قالوا لنا اصبروا عليهم توهم وعطوهم فرصة، لكن صدق الاولين لو به شمس كان بانت من أمس (مثل يضرب لعدم الجدوى من الانتظار في امر لن يتم)، ولا نقدر نقول شيء لأنه مالك الا خشمك ولو هو عوي (مثل يظرب في الصبر والقناعة بالموجود)». تبسم بوراشد من ردة فعل اصدقائه على طلب زيادة السعر وقال ممازحاً لهم «على شحم انت وياه (عبارة معناها اصمتوا او اسكتوا فليس بيدكم حيله ولها معان اخرى) بتدفعون بتدفعون سوالفكم وبطولاتكم هذي علي بس، خلوا عنكم البربره (أي الثرثرة) على الفاضي»، استشاط الجميع غيظا من كلام بوراشد ولكنهم في نفس الوقت لم يستطيعوا الرد لأنهم كانوا على يقين بأن كلامه هو عين الصواب فلا حيلة لهم ولا وسيلة الا الدفع والكف عن التذمر، فقال بوسعد «يا بوراشد لا تزيد علينا المواجع، اخلص وعطنا اللي عندك» ضحك بوراشد من ردة فعل أصدقاء وقال لهم «يا جماعة اتغشمر معاكم بغيت بس احركم (أي اغيظكم)». وبعد طول انتظار من قبل الجميع أخرج بوراشد يده من الكيس، فإذا هو ممسكا «قلاصين» (أي كأسين) من الجبن احداهما لشركة امريكية والأخرى دنماركية، فتهللت وجوه الحاضرين وسال لعابهم وأتوا بالخبز والشاي وبدؤوا يأكلون بسعادة منقطعة النظير.وختاما أقول: نص القانون رقم (19) لسنة 2006 بشأن حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، والذي حددت المادة رقم 3 و4 من القانون الأفعال التي يصنفها القانون بأنها نوع من الممارسات الاحتكارية، كعمليات التلاعب في أسعار المنتجات والحد من حرية تدفق المنتجات إلى الأسواق أو خروجها منها بصورة كلية أو جزئية، وذلك بإخفائها أو الامتناع عن التعامل فيها، اوكافتعال وفرة مفاجئة في المنتجات يؤدي إلى تداولها بسعر يؤثر على اقتصاديات باقي المتنافسين، اوكحجب المنتجات المتاحة في السوق بصورة كلية او جزئية. كما نص القانون بمعاقبة كل من يخالف أحكامه بالغرامة التي لا تقل عن مائة ألف ريال ولا تجاوز خمسة ملايين ريال، كما تقضي المحكمة بمصادرة الأرباح المتحصلة من النشاط المخالف وغيرها مما يكون قد حصل عليها المخالف من المنافسة غير المشروعة. @drAliAlnaimi