13 سبتمبر 2025

تسجيل

أردوغــان يُلقِّــن حفتـر درســاً !

16 يناير 2020

" إن قصفت قوات الشرعية والأشقاء في ليبيا فسوف ألقنك الدرس اللازم " ! ربما تكون كلمات ( تهويش ) إن لم يكن قائلها الزعيم التركي رجب طيب أردوغان في خطابه الموجه ضد القائد الليبي المنشق ( حفتر ) الذي اضطره التدخل التركي في ليبيا إلى المثول في موسكو لتوقيع اتفاقية وقف النار بين قوات الشرعية الليبية وقواته التي تحاول منذ سنين اقتحام أسوار طرابلس ونجاح انقلاب فيها يمكّن حفتر من السيطرة على موارد البلاد وأسس الحكم فيها، ولكن حفتر والذي وافق في البداية على التوقيع وأخذ نسخة من الاتفاقية لدراستها كما قال لكن الرجل على ما يبدو اختار الفرار على أن يقف موقف الرجال وغادر خفية قبل أن يحين موعد التوقيع ويثبت للعالم بأسره أن الجرذان أجبن من أن تثبت على مواقفها ولذا لم ينتظر أردوغان كثيرا حتى يصف ( حفتر ) بالجبان ويحذره إن قصفت الشعب والشرعية الليبية سنقصف قواتك وسنجعلك تتراجع آلاف الكيلومترات فنحن لا نلاعب ومشاركتنا في خفض التوتر في ليبيا يأتي بعد مطالبة الوفاق الوطنية والشرعية الليبية لهذا التدخل الذي أثبت جديته وفاعليته في تقهقر قوات حفتر عن العاصمة طرابلس بينما عبر لافروف وزير خارجية روسيا عن أسفه من موقف حفتر المفاجئ وعدم توقيعه لهذا الاتفاق الذي يمكن بعده أن تنعم مناطق ومدن ليبية بالأمان. وفي الوقت الذي فشلت إلى حد ما اتفاقية الهدوء النسبي بين الجانبين المتعاركين في ليبيا والتي كانت برعاية روسية تركية في العاصمة الروسية موسكو فإن مباحثات أخرى ستعقد في التاسع عشر من يناير الجاري في العاصمة الألمانية برلين وستتكرر المطالبات لحفتر بأن يوقع ثانية الاتفاقية التي فر منها في موسكو لكن هذه المرة لا يبدو فعلا أن هذا المنشق سوف يحضر فعلا إلى تلك المباحثات بعد أن ذكر مقربون له أنه أبدى امتعاضه الشديد من تصريحات الرئيس التركي ضده،فيما يرى مراقبون أن الذين يقفون خلف تمرد حفتر ويلقى منهم دعما غير محدود هم وراء تغيير رأيه وهم أيضا من دفعوه لمغادرة روسيا دون التوقيع على الوثيقة الرسمية بوقف إطلاق النار وبالطبع لا يمكن لأحد ألا يعرف الداعمين الحقيقيين لحفتر ومن يقف خلفه مشجعا إياه بقوة المال والسلاح على المزيد من التمرد ومحاولة التسلل إلى قصر الحكم في طرابلس بصورة علنية وإسقاط مكتسبات الثورة الليبية التي أطاحت بالعقيد معمر القذافي وحكومته وسارت أحداث البلاد بعدها إلى مصير مجهول قبل أن تعلن حركة الوفاق الوطنية تسيدها على مجريات الأمور في العاصمة واستطاعت أن تتحصل على اعترافات رسمية من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وموافقة من الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن ومن معظم الدول العربية التي كان الوفاق الوطني يحتل كرسيها في اجتماعات الجامعة العربية وبالعلم الذي اختاره ثوار ليبيا بعد إسقاط القذافي بالصورة المأساوية التي مات فيها. عموما لا يبدو أن الأمور في هذا البلد النفطي الغني المطل على البحر المتوسط ستهدأ ما دامت الفتنة متيقظة فيه ومادام حفتر يلقى حتى الآن ما يشجعه على الاستمرار في غيه وتمرده،لكن تركيا أيضا لا تبدو هي الأخرى من التي تلين رأسها مع هؤلاء المتمردين وقد زادت جذوة اشتعال دورها بعد أن صوت البرلمان التركي بإرسال قوات تركية إلى عمق البحر المتوسط وليبيا نفسها رغم أنه كان للجزائر والمغرب أن يقومان بدور أكبر في استبباب أمن ليبيا باعتبارهما بلدين جارين لها وما يؤثر فيها يمكن أن ينتقل إليهما في أي حال من الأحوال ولكن نطلب من الله سلامة كل بلد عربي يقع في الشق الآسيوي أو في الشق الإفريقي وليبيا يمكن أن تمارس دورا مؤثرا فيما لو عادت متعافية مكتملة الجهود للقيام بدورها الذي نأمله لها.. يارب !. فاصلة أخيرة: بتنا ساحة حرب وبات الغرب يرون فينا حقول تجارب !.. أهكذا كنا ؟! [email protected]